ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين صحة الحديث، رفع الأعمال التي يقوم بها العباد هي مهمة اوكلها الله سبحانه وتعالى الى الملائكة، والتي تقوم برفع هذه الأعمال في أوقات محددة، حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تفيد برفع الأعمال ووقتها وتم ذكر حديث ترفع الاعمال يوم عرفة الا المتخاصمين من ضمن الأحاديث النبوية، فما صحة هذا الحديث وهل ترفع اعمال المتخاصمين ومتى تُرفع الأعمال الى الله عز وجل.
صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين
هو ليس بحديث ولا اصل له في السنة النبوية الشريفة وتصنيفه حديث موضوع مكذوب على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يصح الاحتجاج به الا مع التنبيه بأنه حديث موضوع لا وجود له في كتب السنة النبوية الشريفة، وهذا لا ينكر فضل يوم عرفة والعمل الصالح في هذا اليوم العظيم الذي هو يوم الحج الأكبر والذي يحرص المسلمين على صيامه لنيل الأجر والثواب من الله عز وجل.
هل يقبل صيام المتخاصمين يوم عرفة
الصيام عبادة خصها الله سبحانه وتعالى لنفسه، فإن شاء قبلها وإن شاء ردها، فلم يرد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يشير الى عدم قبول صيام المتخاصمين يوم عرفة، ولكن يمكن لهذا الخصام ان يُنقص من الأجر والثواب والعبادة والله تعالى اعلى واعلم، لذلك على المسلم ان يحرص على الابتعاد عن الخصام و المشاحنة والبغضاء وان يتصالح المسلمون مع انفسهم واخوانهم وجيرانهم حتى ينالوا الأجر والثواب بيقين.
متى ترفع الأعمال الى الله عز وجل
الأعمال التي ترفع الى الله سبحانه وتعالى هي كل عبادة وطاعة وعمل صالح يقوم به المسلم ابتغاءً لمرضاة الله ولنيل الأجر والثواب، وقد جعل الله لرفع هذه الأعمال مواقيت وأزمنة معينة وهي كالتالي:
- تُرفع الأعمال يومياً، وتقوم بهذا العمل الملائكة التي ترفع أعمال النهار قبل حلول الليل وأعمال الليل قبل حلول النهار.
- أسبوعياً، وهي يومين في الأسبوع هما يومي الاثنين والخميس.
- سنوياً، وذلك في شهر شعبان الفضيل ولكن لم يرد يوم محدد لا في السنة النبوية ولا في القران الكريم.
- الرفع الأخير للأعمال عند موت المسلم بعد ارتقاء الروح من الجسد فتُطوى صفحته الى يوم القيامة.
هل ترفع أعمال المتخاصمين ابن باز
كان للشيخ ابن باز رحمه الله، رأي في رفع اعمال المتخاصمين وهذا الراي مستند الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ” تُعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله – عز وجل – في ذلك اليوم، لكل امرئ لا يُشرك بالله شيئاً، إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركو هذين حتى يصطلحا، اركو هذين حتى يصطلحا” وهو حديث صحيح، ورد في صحيح مسلم ورواه أبو هريرة، ومن هذا الحديث نستنتج ان المتخاصمين لا يغفر الله لهما حتى يصطلحا وتزول للمشاحنة فيما بينهما.
إذاً حديث ترفع الأعمال يوم عرفة الا المتخاصمين هو حديث موضوع مكذوب على رسول الله لا يصح تداوله، رغم الفضل الكبير ليوم عرفة على المسلمين، كذلك يجب على المسلمين وإزالة الشحناء والبغضاء فيما بينهم حتى ترفع أعمالهم الى الله وينالوا الثواب بيقين تام.