العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير، لقد شكل العمل التطوعي بادرة حسنة من قبل أبناء المجتمع، الذين يسعون من أجل بناء المجتمع وتقدمه، خاصة وأن هذا البناء يكون على أساس تحقيق الخدمة المادية والتربوية للمجتمع الذي ننتمي إليه، وهذا يمثل قيمة عظيمة تفيد التنمية وتسعى من أجل تقديم خدمات مفيدة للمجتمع الذي لطالما كان داعما للفرد ومعطاءً على أصعدة لا حصر لها.
التطوع ركيزة أساسية في بناء المجتمعات
العمل التطوعي هو عمل انساني وأخلاقي من خلالها يقدم الفرد خدماته التطوعية للمجتمع الذي ينتمي إليه، سواء ذلك من خلال الخدمات التي يقوم بها من صناعة او تجارة أو خدمات صحية، أو خدمات زراعية، هذا الأمر يساهم بشكل فعال في بناء المجتمع، وفي تحسين قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين وتقديم جوانب انسانية للمحتاجين والفقراء الذين يشكلون جزء مهم من هذا المجتمع، خاصة لو تم العناية بهم، فهؤلاء جزء أساسي من المجتمع الذي لا يمكن أن نستثنيهم أو حتى أن نهملهم، فهم من الفئات المهمة في المجتمع التي يجب رعايتهم بشكل خاص وتقديم الخدمات لهم، مثل كبار السن، وذوي الاعاقة، كونهم عناصر أساسية في المجتمع الذي نعيش فيه، حيث قيمة الإنسان الحقيقية لا تظهر إلا من خلال تقديم هذه الخدمات للمحتاجين الذين يفتقرون لبعض القدرات التي تحد من تقدمهم في جوانب معينة من الحياة مثل التنقل وممارسة الرياضات، وهذا ليس عائقا أكثر من كونهم بحاجة إلى تخصيص بما يتناسب معهم ومع قدراتهم التي يحتاجونها.
صح أو خطأ العمل التطوعي ممارسة إنسانية
ان الاعتناء بجميع أطياف الشعب، وجميع الأعراق يضمن التضامن الاجتماعي الأمر الذي يحفز الجميع على العطاء وتقديم الأفضل، وذلك من خلال العمل المتواصل والسعي من أجل تحقيق الأفضل خدمة للناس وللمجتمع، وتطبيقا لمبدأ العدل والمساوة، فيمكن تقديم الخدمات لكل المحتاجين من خلال الدعم المادي أو المعنوي، دون أن يكون هناك مصالح خفية خلف هذا العمل الإنساني، فالعمل النبيل لا توجد خلفه دوافع خبيثة، وإلا فإن العمل بمجمله لا يمكن أن يطلق عليه اسم تطوع.
دور العمل التطوعي في تنمية المجتمع
من خلال الدعم المادي يمكن تقديم دعم برسوم نقدية من خلال دعم المؤسسات الاجتماعية وكفالة يتيم، أو المساهمة في بناء جامع أو مؤسسات تحافظ على كبار السن والصغار، أو جمعيات الرفق بالحيوان فهي خدمات مجانية تحتاج إلى دعم مستمر سواء من قبل الأفراد أو من قبل الحكومة من أجل تقديم أفضل الخدمات، وذلك حتى يتسنى تقديم الخدمات بشكل مستمر دون انقطاع، أيضا المساهمة بالدعم المعنوي والذي يشمل العديد من الجوانب النفسية والتي ترتكز على تقديم الخدمات المعنوية للأفراد في المجتمع، سواء من خلال التعليم أو التثقيف ونشر الخير والمعرفة بين المجتمع، وهذا الأمر يتطلب وقت وجهد كبير من أجل القيام بحملات التوعية والمساهمة في نشر الخبرات المعرفية والعلمية لجميع فئات المجتمع، بالإضافة إلى دعم أصحاب الهمم وتحفيزهم من أجل القيام بأعمالهم التي يبرعون بها أو التي يحبونها، وهذا الأمر يتطلب جلسات مستمرة، وعمل متواصل حتى يتم تعزيز الثقة في نفوسهم وزيادة اصرارهم على الاستمرار والحياة.
الإجابة:
صح.
مسألة العمل التطوعي مسألة أخلاقية ودينية ونفسية، وهي لا تتعلق بشخص واحد أو مجتمع معين، بل هي رسالة سامية يجب أن يساهم الجميع في نشرها وفي العمل جاهدين من أجل تحقيقها، فلا بناء لمجتمع حضاري وقيمي دون أن يكون الفرد مساهم لوطنه، سواء بالقول أو الفعل، وأضعف الإيمان أن يساهم بإخلاصه وحبه الذي يأتي من صميم قلبه.