من هو صاحب الكفين، الصدق في التعاملات التجارية يحكمه الإسلام بصرامة أكثر من أي دين آخر، لأن الإسلام دين ينظم ويدير الحياة في جميع أقسامها، حيث لا يجب اعتباره مثل دين الإنسان المعاصر، بل باعتباره شأنًا شخصيًا خاصًا لا علاقة له بحياته الاقتصادية والسياسية، حيث إنها ليست مجرد مجموعة من العقائد أو مجموعة من الطقوس، بل إنه رمز عملي يحكم الحياة في جميع مجالاتها، فقوانينها فعالة في تجارتنا وسياستنا كما هي فعالة في حياتنا المنزلية وعلاقاتنا الاجتماعية، وهذا هو السبب في أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أكد على الصدق التام في الأعمال والصدق في التجارة، فلن يكون من المبالغة القول إن الصدق المطلق في الأعمال والتجارة هو في الحقيقة مفهوم إسلامي.
من هو صاحب الكفين
الصحابي الخرباق بن عمرو من بني سليم هو صاحب الكفين، حيث أطلق عليه النبي هذا للقب بسبب طول يديه، حيث راجع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حين سهو متعمدا في أحد الصلوات من اجل تعليم الصحابة حكما، فكان الخرباق متصدرا بان قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سهو، فكان يلق بأبو محمد، وأيضا شهد ابن سليم العديد من الاحاديث التي رواها النبي، وأيضا شارك الصحابة والرسول في معاركه وغزواته على الكفار والمشركين.
ماذا يعمل صاحب الكفين
كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلق الألقاب على الصحابة على حسب الصفة التي يتصف بها أو ملازمته، حيث كان يطلق على أبي بكر بالصديق، وكان قد اطلق على حمزة رضي الله عنه بسيد الشهداء، وغيرهم الكثير، واليوم يوجد بين يدينا لقب قد يكون اول مرة يسمع على الاذهان وهو صاحب الكفين، حيث اطلقه النبي على الصحابي الخرباق بن سليم والذي سمي بذلك نسبتا لصفة فيه أو لشيء معنوي، وخلال التالي نتعرف على ماذا كان يعمل صاحب الكفين، وهو: راعي أغنام.
من هو صاحب الكفين في الحديث الشريف
حَدَّثَنَا عبداللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ، أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، حيث كان الصحابي خرباق هو صاحب الكفين الذي نبه النبي بأنه سهى في صلاته.
وفي النهاية الصحابة رضوان الله عليهم لهم باع طويل من الجهاد والمواقف المشرفة التي لا يستطيع أي أحد في زماننا هذا أن يصل إلى نصفها، فلقد أكرمهم الله عزوجل بأـن جعلهم في زمن خلق فيه أشرف البشر وهو النبي عليه الصلاة والسلام.