اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، شرع الله عز وجل الدعاء كعبادة ينتفع المرء بها في حياته ومماته، ففيه ذكر لقدرة الله عز وجل على تحقيق كل شيء، وفيه تتحقق أماني المرء، ويأتي الدعاء للميت ضمن الأمور المشروعة التي أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأهميته في تثبيت الميت عند سؤال الملكين في القبر، ولأن الله تعالى يرفع درجات الميت به، ويغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيئاته، كما وردت العديد من الأحاديث الصحيحة التي بينت فضل الدعاء لجميع موتى المسلمين.
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين
ينتفع الميت بعد وفاته بثلاثة أمور منها الأدعية، لذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء للميت إحدى السنن المباركة، فضلا عن كون الدعاء عبادة يُحِبُها الله عز وجل، فقد كان السلف الصالح يستعينوا بها على صلاح القلوب، ولعل أجمل صيغ الدعاء للمتوفي هي التي دعا بها الأنبياء من قبلنا اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، ومن صيغه ما يلي:
- “اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تضللنا بعدهم”.
- “اللهم إنا نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم يا حنان يا منان أن تفتح أبواب الإجابة لأدعيتنا، يا من أجاب إذا سأله المضطر، ويا من يقول للشيء كن فيكون، اللهم لا تردنا خائبين وآتنا من فضل ما تؤتيه لعبادك الصالحين، اللهم لا تصرفنا عن بخر جودك وعطاؤك خاسرين، واغفر لنا إلى يوم الدين برحمتك أجمعين”.
- “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، أنا عبدك وابن عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، وأعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك على، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لهم، وآنس وحشتهم، اللهم اجعل في قبورهم نورا لا ينطفئ”.
- “اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين في ذمتك وحبل جوارك، اللهم عافهم من فتنة القبر وعذاب النار، اللهم أنت أهل الوفاء والرحمة فاغفر لهم وارحمهم برحمتك يا غفور”.
- “اللهم اغفر لي ولوالدي، وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات”.
- “رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات”.
كيف يتم الدعاء للميت في قبره
يعتبر الدعاء للميت واحدة من أهم الصدقات والأعمال التي يمكن إهداء الميت بها، كونها تكفر سيئاته وتغفر ذنوبه، كما تخفف عنه عذاب القبر ووحشته، لذا يتعين على كل مسلم معرفة الطريقة الصحيحة لذلك، إذ يتم الدعاء للميت في قبره بعد السلام عليه كما لو أنه حي، ومن ثم يستقبل المرء القبلة ويرفع يديه تضرعا إلى الله عز وجل ويبدأ بالدعاء بأحد النصوص والصيغ الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والسلف الصالح.
دعاء للميت عند نزول القبر
إن أصعب ما يمكن أن يمر به المتوفي هو وحشة وظلمة القبر، فبعد أن يدفن يذهب كل الناس ويترك للسؤال من الملكين، لذا جعل المولى عز وجل الدعاء للميت من الأمور المشروعة في الإسلام، ويستدل على ذلك مما رواه عثمان بن عفان عن النبي: “كان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم، واسألوا له بالتثبيت، فإنه الآن يسأل”، ومن أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعوا بها للميت:
- “اللهم إن عبدك في ذمتك وحبل جوارك، فأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وقه فتنة القبر، وعذاب النار، واغفر عنه وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم”.
- “اللهم اغفر له، وعافه وارحمه واعف عنه، اللهم أكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من خطاياه، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خير من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، إنك أنت التواب الرحيم”.
- “اللهم أدخله الجنة من غير حساب، ولا سابق عذاب، اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله، واغفر له وتجاوز عنه يا غفور”.
اقرأ أيضا: افضل دعاء الصبر علي البلاء والشدائد مكتوب
دعاء اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة
يساعد الدعاء على التخفيف من آلم الفراق ووحشة الترك، كما أنه يصل الميت ويؤنسه ويخفف عنه، والدعاء لجميع المسلمين بالرحمة من الأمور المشروعة والحسنة، ومن صيغه ما يلي:
- “اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة”.
- “اللهم ارحم من تركوا خلفهم قلوب حزينة، وبيوت منقوصة، اللهم اجعلهم من أصحاب الجنة”.
- “اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين, واسقهم من حوض نبيك شربة هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدا، الله اغفرا لهم وأكرم نزلهم واجعلهم في عليين”.
- “اللهم ارحم موتانا تحت الأرض، واسترهم يوم العرض، ولاتُخِزهم يوم يبعثون يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”.
- “نسألك يا الله بكل اسم سميت به نفسك، أن تنزل موتانا منازل الشهداء، وعيش السعداء، والفوز بصحبة الأنبياء، والنجاة من النار يا غفور يا كريم”.
يساعد الدعاء للميت على تخفيف عذابه، والتجاوز عنه، كما يرفع درجته في الجنة، فهي إحدى العبادات التي شرعها الله عز وجل رحمة منها علينا، لذا يجب الحرص والمداومة عليها في كافة الأوقات.