صحة حديث من نام وفي يده غمر ولم يغسله، انتشرت العديد من الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما هو صحيح ومنا ما هو ضعيف أو لم يرد عن النبي، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجوبون البلاد للتأكد من صحة حديث واحد، وقام البخاري رحمه الله بجمع عدد كبير من الأحاديث النبوية الصحيحة في كتابه البخاري والذي يُعد من أفضل الكتب بعد القران الكريم، ويُعد حديث من نام وفي يده غمر ولم يغسله من الأحاديث التي اشتُبه صحتها على البعض.
صحة حديث من نام وفي يده غمر
يُعد حديث “من نام وفي يده غمر ولم يغسله..” من الأحاديث المسندة الصحيحة، والذي رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرجه ابن ماجة من طريق سهيل بن أبي صالح، والترمذي من طريق الأعمش وطريق سعيد المقبري، كما أخرجه النسائي في الكبرى من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد المسيب، وجميعهم عن الصحابي الجليل أبي هريرة، وهو من الأحاديث في مسند أحمد وصحيح ابن حبان.
شرح حديث من نام وفي يده غمر ولم يغسله
حديث “من نام وفي يده غمر، ولم يغسله فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه” هو من الأحاديث الصحيحة المستندة الى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، ويأتي شرح الحديث كما ورد في سنن أبي داوود كما يلي:
- “وفي يده غمر” أي كان في يده ووسخ أو دسومة أو زهومة من الطعام، والتي قد تجذب الحشرات من ذوات السموم.
- “ولم يغسله”: أي ذلك الغمر.
- “فأصابه شيء”: أي وصله شيء من الأذى كالأمراض.
- “فلا يلومن إلا نفسه”: فان لم يغسل ذلك الغمر فلن يلوم الا نفسه جراء تقصيره في وصول الاذى اليه.
اقرأ أيضاً: صحة حديث صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة قادمة ابن باز
الحكمة من حديث “من نام وفي يده غمر..”
حرص الإسلام على النظافة ودعا المسلمين اليها واعتبر الطهارة أحد أسس الدين، فهي مفروضة لبعض العبادات كالصلاة، وكما ورد في الحديث أنه اذا بقى أثر من الطعام على اليد وعند غسلها بشكل عشوائي فتبقى رائحة الدسم التي تجذب الحشرات المؤذية فلن يلوم المؤمن الا نفسه، فالحكمة من هذا الحديث هو أن المؤمن مسؤول عن نفسه من خلال ما يصيبه، فمن الضروري غسل اليدين جيداً حتى زوال الرائحة لضمان عدم الأذية والاصابة بالأمراض ونقلها للغير.
أهمية النظافة في الإسلام
بين صلى الله عليه وسلم أن النظافة شطر الايمان، فالنظافة لا تقتصر على نظافة الجسد فحسب، فهي تشمل نظافة العقيدة من الأباطيل، ونظافة الأخلاق من الفواحش، وكذلك نظافة اللسان من الألفاظ البذيئة، والمؤمن في عبادته يجب أن يكون نظيفاً في بدنه وفي ثوبة وكذلك يحرص على نظافة مساجد الله، وأثنى الله على المتطهرين فالنظافة والطهارة متوافقتان مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان مجبول على حب النظافة.
يعد حديث “من نام وفي يده غمر ولم يغسله..” من الأحاديث الصحيحة في الاسناد، فقد أخرجه عدد من الأئمة المعروفين في الحديث منهم ابن ماجة والترمذي والنسائي وأحمد، وورد في الحديث أن من كان في يده وسخ أو دسم ولما يغسله جيداً واصابه منه أذى فلن يلومن الا نفسه، فحرص الإسلام على النظافة تجنباً للأمراض وحرصاً على الطهارة.