ماذا فعل عمرو بن العاص في معركة صفين، صفين هي معركة وقعت في صفر سنة 37 هجري في منطقة تسمى صفين على الحدود السورية العراقية، ووقعت المعركة بين جيشين من المسلمين جيش الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجيش الصحابي معاوية بن أبي سفيان كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهت المعركة في نفس السنة بناءً على التحكيم من الطرفين، وكان عمرو بن العاص في جيش معاوية بن أبي سفيان، وكان هو أحد الحكمين.
ماذا فعل عمرو بن العاص في معركة صفين
كان الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه يتصف بالدهاء والمكر، وكان له دور كبير في معركة صفين التي نشبت بين جيشي علي ومعاوية، وكان يُقاتل في صفوف جيش معاوية، وتداولت قصة كشف عمرو بن العاص عن عورته عند مبارزة علي بن أبي طالب، وهذا ما أوردته الكاتب عباس محمود العقاد في كتابه عن عمرو بن العاص، حيث قال فيه:
- كان علي كثيراً ما يتقدم بين الصفوف داعياً الى المبارزة.
- فبدا له يوماً أن يدعو معاوية للمبارزة فمن غلب فله الأمر لحق دماء المسلمين.
- فناده يا معاوية، فقال اسألوه ما شأنه، فقال لهم علي: أحب أن يبرز لي فأكلمه كلمة واحدة.
- فبرز له معاوية معه عمرو بن العاص، وقال لمعاوية: ويحك علام يقتتل الناس بيني وبينك؟ ابرز إليّ، فأينا قتل صاحبه فالأمر له.
- فالتفت معاوية الى عمرو فقال له: ما ترى يا أبا عبد الله؟ أبارزه؟
- فقال عمرو بن العاص: لقد أنصفك الرجل واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سُبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي.
- فقال معاوية: ليس مثلي من يخدع نفسه، وكان يعلم قوة عليه وجبروته في القتال.
- ثم تلاحيا وعزم معاوية على عمرو ليخرج الى علي ان كان جاداً في حكمه.
- فلما خرج للمبارزة مكرهاً وشد عليه علي الرهبة، رمى عمرو نفسه عن الفرس ورفع ثوبه فبدت عورته، فصرف علي وجهه هارباً معتصماً بصفوفه.
أسباب معركة صفين
بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان على يد الغوغاء، بايع المسلمون الامام علي بن أبي طالب خليفةً للمسلمين، وكان معاوية بن أبي سفيان وقتها لا يزال والياً على الشام منذ عهد عثمان، فامتنع معاوية عن مبايعة علي والنزول عن ولاية الشام حتى يتم الاقتصاص من قتله عثمان، وكان أهل الشام يؤيدوه في ذلك الأمر، فأرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبدالله البجلي الى معاوية ليأخذ البيعة له، فاستشار معاوية عمرو بن العاص، فأشار بجمع أهل الشام والخروج الى علي للمطالبة بالقصاص مم قتلة عثمان، وفشلت جميع المفاوضات، وتم اشعال فتيل الحرب من قبل بعض الغوغاء المتواجدون في جيش علي.
ما هي نهاية معركة صفين
لما رأي معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي المتتالية على جيشه، دعا عمرو بن العاص للوصول لخطة لوقف القتال، فأشار عمرو بخدعة حيث دعا فيها لرفع المصاحف على أسنة الرماح من قبل الجيش، وذلك بمعنى أن القران هو الحكم بين الجيشين، داعيين جيش علي لوقف القتال والتحكيم بما جاء به القران، وكذلك فعل جيش تقدمهم أخد العصابة الذي أصبحوا من الخوارج فنادوه علي باسمه: “يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم”، فقبل علي رضي الله عنه بالتحكيم وترك القتال.
اقرأ أيضاً: قائد المسلمين في معركة اليرموك سنة 13 هجري
لماذا سمي عمرو ابن العاص داهية العرب
عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، هو أحد القادة في الإسلام الذين عرفوا بدهائهم بين جميع قادة المسلمين، أسلم في العام 8 من الهجرة بعد غزوة الخندق حين أتى مع خالد بن الوليد الى الرسول في المدينة المنورة، وأسلما بين يديه، وسبب تسمية عمرو بن العاص بداهية العرب يعود لما يلي:
- كان يُعرف بفطنته وذكائه وقدرته على التدبير واختلاق الحيل في القتال.
- يتميز بسرعة البديهة وأفكاره التي لا تغييب عنه، وكان خطيباً مفوهاً وله كلمته.
- كان يتميز بالقتال ببراعته في المراوغة والخداع وابتكار الحيل.
- لقبه الخليفة عمر بأرطبون العرب.
معركة صفين هي أحد الوقائع التاريخية التي حدث بين المسلمين، وراح ضحيتها أكثر من 70 ألف شهيداً من الطرفين، وكان عمرو بن العاص مشاركاً مع جيش معاوية ضد علي رضي الله عنه، وكان أحد الحكمين بعد نهاية هذه المعركة.