ماذا تعني النفاثات في العقد، نزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتواتر، إذ تضمن كافة الموضوعات على حسب ورودها، كما تضمن الأحكام والتشريعات والسنن الذي يستند عليها المسلمون في كافة أمور حياتهم ليكون منهج ودستور، فمنها ما ورد بصورة صريحة، وأخرى احتاجت إلى تفسير سواء من النبي أو من علماء التفسير الذين تناولوها في الكتب والمجلدات شرحا وتحليلًا مثل آيات سورة الفلق، فماذا تعني النفاثات في العقد، وما سبب نزول هذه الآية الكريمة.
مقاصد سورة الفلق
سورة الفلق هي إحدى سور القرآن الكريم عدد آياتها خمس، تقع في المرتبة المئة وثلاثة عشر في ترتيب المصحف الشريف بالجزء الثلاثون، وبجانب سورة الناس يطلق عليهما “المُعَوِّذَتين”، نزلت على النبي في مكة المكرمة وبدأت أياتها بصيغة الأمر، إذ يأمر الله عز وجل نبيه الكريم أن يتعوذ ويلجأ إلى الله في كافة أمور الدين والدنيا ومن كل المخلوقات التي تريد أن توقع به الضرر ومن السحرة والليل وما فيه من شياطين تتحرك خلاله.
ماذا تعني النفاثات في العقد
اختلف المفسرون وأهل العلم حول ماذا تعني النفاثات في العقد الواردة في سورة الفلق، فالقول الأول أن المراد بالنفاثات هنا السواحر والسحرة، في حين يذهب الرأي الأخر وهو الأرجح أن المقصود بالنفاثات هم النساء الساحرات اللواتي ينفخن في السحر ثم يعقدن عليه بالخيط والريق لإيذاء الناس وإلحاق الضرر بهم وإفساد العلاقات بين الناس، وقد ذكر الله العقد وليس عقدة للدلالة على قوة الربط، والنفث هو الريق القليل الذي يخرج من الفم.
طالع أيضا: تفسير ازفت الازفة ليس لها من دون الله كاشفة
سبب نزول وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
تعددت الآراء التي وردت في سبب نزول أية ومن شر النفاثات في العقد، فقد ذكر المفسرين أن سبب نزولها يرجع إلى قيام اليهودي لبيد بن الأعصم بسحر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما اشتكى رسول الله منه نزل عليه جبريل عليه السلام ليخبره عن الشخص الذي سحره وبمكان وجود السحر، فأرسل عمار بن ياسر ليحضره، ومن ثم أمر جبريل النبي أن يقرأ المعوذتان ليحل العقد بهن، والقول الأخر أن قريش خصصوا من اشتهر فيهم بالحسد أن يصيب النبي بالعين، فأنزل الله المُعَوِّذَتين مع جبريل لكي يتحصن بهما، ولكن القول الأول أرجح والله تعالى أعلم.
لماذا قال الله ومن شر النفاثات في العقد
لابد أنك تساءلت يومًا لماذا قال الله ومن شر النفاثات في العقد ولم يقل من شر النفاثين، وقد فسر العلماء أن النفاثات أي الساحرات جاءت بصيغة المؤنث لأن أغلب الذين يلجئون إلى السحر بهدف إيذاء الناس وإلحاق الضرر بهم هم النساء، فالرجال مشغولين بالعمل وتوفير الطعام والشراب، في حين تبقى المرأة في المنزل وتنفخ في العقد وتربطها.
تضمنت سورة الفلق على العديد من الفوائد والمقاصد، ففي الآية الرابعة: “ومن شر النفاثات في العقد”، ورد شر النساء السواحر الذين ينصبون المكائد للآخرين ويلحقوا بهم المضرة، لذا يجب على المؤمن اللجوء إلى الله عز وجل في كل أمر من أمور الدنيا والأخر، وأن يكون على يقين تام أن الحاسد والساحر لا يمكن أن يضر غيره إلا بمشيئة الله عز وجل.