هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية، يبحث علم الفلسفة في مختلف الأسئلة الأساسية والعامة التي تدور في ذهن وخاطر الإنسان من المعارف والقيم الوجدانية والاستدلال المنطقي من خلال طرحها بنظام تساؤلات مثل سؤال هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية، ويعتمد الوصول في إجابة فلسفية منطقية عليه اتباع استجواب ومناقشة نقدية ووجود الحجة المنطقية لعرضها بطريقة منهجية، وخلال مقالنا سوف نتعرف هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية أم لا، الفرق بين كل منها، وهل يمكن أن تكون انسانا دون الغير.
هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية
تندرج مسألة هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية تحت سياق المطالب الكونية وتنطلق من عدة إشارات مرجعية أهمها القول أن الفرد بحاجة إلى الأنية للوصول إلى أمر ما، وبين التوتر الظاهر نتيجة عدم الثقة بقدرة الذات على إثبات أنيتها دون حاجة للغير، فاعتبار الانية كيان بحد ذاته يؤدي إلى عكس الموقف الاختزالي، في حين يكون النظر نحو الانية أنها جوهر لا يحتاج إلى الغيرية هنا يكون حكم ظني لا غير.
الفرق بين الانية و الغيرية
تعرف الانية في علم النفس على أنها الحالة التي يبحث عن طريقها الفرد على إثبات وجوده وتميزه الدائم، وقد أشار الشريف الجرجاني أن الانية تحقق الوجود العيني للفرد من حيث الرتبة الذاتية الخاصة به، في حين تعرف الغيرية أو حب الغير بأنها منظور أخلاقي يقوم على نفع الآخرين، كما يعرفه الكاتب التميمي بيوض في كتابه العقيدة الوضعية على أنه “شعور بحب الغير لعلاقة به بهدف تجاوز الانية”، وفي الحقيقة أن النفعية تأخذ من النفع المادي مبدأ أساسي.
شاهد أيضا: ما هي المحطات التاريخية التي مرت منها الفلسفة
هل يمكن أن أكون إنسانا دون الغير
يقوم تحديد مبدأ الانا على الوعي المحقق بمجرد ارتداد الذات وهنا تكون الانية الموضوع مختلف عن سائر الأشياء الأخرى وبموجبه يتم تأسيس الوعي الذاتي على مفهوم انا الإنسانية، فالاختلاف بين الشخص ونفسه هو ذاته الاختلاف بين الفرد وغيره من الأشخاص الآخرين ولا يقل عنه درجة، وتجدر بنا الإشارة أن الانية تكون ناتجة عن وضع الشخص في مأزِق ومبرر للصراع مع النفس حول الهيمنة.
كان موضوع هل تحول الغيرية دون اكتمال الانية واحد من أكثر التساؤلات التي اختلف حولها علما الفلسفة، فبالنظر إلى الغيرية أنها عرض موضوعي متسم بالسلبية لا يوفي حقها، ولا يزيدها سوى تعالي، بينما بادعاء مطلق الحكم الذاتي يكون هنا تملك بديهي.