هل الواجب إلزام أم التزام، منذ نشأت علم الفلسفة مطلع القرن السادس قبل الميلاد مرورا بالعصور الأخرى اهتم بشكل كبير في تناول الأخلاقيات بالرغم من تطور الفكر الفلسفي، وأشار بعض الفلاسفة أن الأخلاق ليست جزءا من الفلسفة بل هي نفسها، ولعل الواجب أبرز هذه الأخلاقيات وأكثرها بعدا إنسانيا، حيث يطرح نفسه كواحد من أهم الأسس الذي تقوم عليها الأخلاق والواجب على كل إنسان تطبيقها، فالواجب هو الذي يحدد قيم الإنسان وغاياته، ولكن يبقى التساؤل هنا هل الواجب إلزام أم التزام، وما هو المصدر الأساسي للواجب، كل ذلك سنجيب عليه عبر موقع ملهم نت.
مفهوم الواجب فلسفيا
ورد مصطلح الواجب في علم الفلسفة وتناوله الفلاسفة في كتبهم ومجلداتهم العلمية منذ العصور الأولى لنشأة هذا العلم الواسع، ويعرف الواجب فلسفيا على أنه الأمر المطلق الواجب الذي يجب على الإنسان القيام به دون النظر لما يعود عليه من منفعة، إنما يقوم به الفرد بناءا على الإكراه والإلزام الضروري، فالواجب هو الأخلاقيات التي يلتزم بها الإنسان لتحديد سلوكياته، أي أنه الواجب استجابة للنداء العقلي حول تطبيق السلوكيات الأخلاقية.
هل الواجب إلزام أم التزام
هل الواجب إلزام أم التزام، وهل هو خضوع لدافع داخلي من الذات أو خارجي يقبله الفرد في ظل الإكراه والضرورة، كان أحد أكثر التساؤلات التي جالت في أذهان علماء الفلسفة وروادها، ووفقا لما يراه الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط فإن الواجب الأخلاقي هو إلزام و التزام تجاه الميول المجتمعي والرغبة الذاتية، ينبع من العقل الباطن العملي، ويتم تجسيده بالإرادة الحرة غير الخاضعة لأي مبادئ داخلية أو رغبات ذاتية.
- هل الواجب إلزام أم التزام: إلزام والتزام.
اقرأ أيضا: هل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب
هل الواجب أمر أخلاقي قطعي
يري كانط أن الواجب أمر أخلاقي قطعي مطلق، والشعور به حاجة ذهنية حرة، حيث أن كل ما يصدر من العقل يستوجب على الإدارة الحرة تنفيذه بالمطلق بعيدا عما يعود عليه من مصالح خاصة ورغبات ذاتية، كما أشار إيمانويل كانط الفيلسوف الألماني أن مرجع الواجب الأساسي هو العقل وأن على الفرد تنفيذه والخضوع له كرد فعل إلزامي حتى لو كان متعارضا مع رغباته وميوله الشخصي.
في الختام نكون قد توصلنا إلى إجابة هل الواجب إلزام أم التزام، كما تطرقنا إلى الحديث عن مفهوم الواجب وهل هو أمر أخلاقي قطعي أم لا.