هل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب، عنت الفلسفة منذ القدم وتحديدا العصر اليوناني القديم بالاجابة عن الأسئلة الأساسية والعامة وتقديم تفسيرات منطقية حيالها، وقد نظر إلى الإنسان أنه عاقل يمكنه التحكم بالدوافع الغريزية التي فطرها الله تعالى به وذلك بواسطة توظيف العقل للتميرز بين الشر والخير والحكم على السلوكيات الأخلاقية والإنسانية المتعلقة بمجتمعه، كما يعدّ الواجب أحد أهم هذه الأمور الأخلاقية التي يجب على الإنسان ممارستها دون إكراه، فهل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب أم يوجد مصادر أخرى له، ذلك ما سنتعرف عليه عبر مقالنا في موقع ملهم نت.
هل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب
قبل معرفة هل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب أم هنالك مصادر أخرى له يجب علينا معرفة ماهية الواجب، حيث عرف إميل دور كايم في كتاب التربية الأخلاقية أن الواجب هو مصطلح أخلاقي يطلق على التزام وتعهد الفرد أن يحقق التصرفات المناطة به بشكل فعال ومسؤول، حيث أن كل شخص يدرك واجبه يسعى وراء تحقيقه دون النظر إلى المصالح الشخصية، والواجب في الإسلام هي الأركان الأقل من الفروض رتبة.
سؤال فلسفي هل يعتبر المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب
عبر الحقب الزمنية المختلفة من التاريخ الفلسفي ناقش العديد من العلماء والمدارس الفكرية الواجب ومنظوره الخاص، فعالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم يرى أن المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب وذكره في كتاب التربية الأخلاقية الخاص به، بينما يرى هنري برغسون أن الواجب هو منهج حياتي للفرد داخل مجتمعه وأن الواجبات الأخلاقية يمكن أن تتشكل من خلال المجتمع الذي يرسم لكل شخص منهج حياته وطريقة تفكيره.
اقرأ أيضا: هل العراق أول من اخترع الكتابة ومتى
ما مصدر الاحساس بضرورة احترام الواجب
يشير مصطلح الواجب إلى ما ينبغي على كل شخص أن يقوم به تجاه المجتمع من أخلاقيات وسلوكيات حسنة تحقق النفع للغير، والمصدر الأساسي للاحساس بضرورة احترام الواجب هي رقابة العقل، فالواجب نابع من قوانين الحياة المرتبطة بشهور الإنسان تجاه فعل الخير دون إكراه أو الزام من جهة خارجية، وذلك لكي تترسخ في عقول الأفراد ما يجب عليهم القيام به تجاه واجباتهم، ومن الجدير بالذكر أن الواجب يكون قابل لعدم الإلتزام في بعض الحالات.
خلاصة القول بما يتعلق بسؤال هل المجتمع هو المصدر الوحيد للواجب أن أنه يتجاوز ذلك إلى مستويات أخرى من الإنسانية، أكل كل مدرسة فكرية وفلسفية لها طريقتها وأسلوبها في معالجة الإشكالات، فالواجب يكن نابع تارة من المجتمع، وتارة أخرى من السلوكيات الإنسان نفسه.