دعاء في يوم الاسراء والمعراج مكتوب، لقد بعث الله الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين، وبعث كل رسول الى قومه وأيده الله بمعجزة خالد لتدل على صدق نبوته ورسالته التي بعثه الله بها، ولكن أرسل سيدنا محمد الى البشرية جمعاء وأيده بمعجزة خالدة وهي معجزة القرآن الكريم، وهي الصالحة لكل زمان ومكان والمحفوظة من الخطأ والزلل، وأخبر القرآن الكريم عن قصص الأنبياء والأمم السابقة، ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم هي قصة ليلة الاسراء والمعراج، والتي عرج بها الرسول من السماء الدنيا من المسجد الاقصى الى السموات العليا، وهي واحدة من آية الله المعجزة والتي تدل على قدرة الله وعظمته وأنه اذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون.
دعاء في يوم الاسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج بدأت عندما جاء الوحي جبريل الى النبي صلّ الله عليه وسلم، ومن ثم ذهب معه الى بيت المقدس ودخله ووجد الانبياء والمرسلين وأم فيهم الصلاة، ثم عرج الى السماء العليا وكلم الله سبحانه وتعالى بدون حجاب، وهي الليلة التي فرض الله بها الصلاة على المسلمين، حيث فرضت خمس صلوات في اليوم والليلة.
- “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك الحمد حتي ترضى ولا حول ولا قوة إلى بك “.
- اللهم يا رزاق السائلين يا رحيم المساكين ويا ذا القوة المتين وي خير الناصرين، ويا ولي المؤمنين ويا غياث المستغيثين اياك نعبد واياك نستعين.
- «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».
- «يا رب استودعك أدعيه فاض بها قلبي فاستجب لي يا لله اللهم لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء ولا تسكن أجسادنا داء وأدفع عنا كل هم وغم وبلاء واشف مرضانا وارحم موتانا يا رب العالمين».
- «اللهم إنك جبرت بخاطر سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وغسلت أحزانه بالإسراء والمعراج وجبرت خاطره في شعبان فولَّيته قبلةً ترضاها وأعلنت على الملأ أنك وملائكتك تصلون عليه وأمرتنا بالصلاة والسلام عليه صل الله عليه وسلم ، أسألك يا الله ان تجبر بخاطرنا جبرًا يليق بقدرتك وعظمتك وكرمك يا الله وأن تتقبل دعائنا وأن تعطينا سؤلنا وان تبلغنا رمضان ونحن بأحسن حال وأن تدخلنا الجنة برحمتك بصحبة نبينا وحبيبنا محمد».
- «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
قصة الاسراء والمعراج
ظل النبي صلّ الله عليه وسلم يدعو قومه عشر سنوات، ولم يؤمن منهم عدد كبير ولقد تعرض الى شتى انواع العذاب والأذى من الكافرين والمشركين هو والمسلمين الذي آمنوا برسالة ربهم، فكانت حادثة الاسراء والمعراج منحة وكرم من الله سبحانه وتعال الى النبي من أجل التخفيف عنه وتثبيت قلبه على الايمان، وجلاء أحزانه وهمومه، ورحلة الاسراء والمعراج كانت اختبار للمسلمين ومدى ايمانهم واخلاصهم وصدق اسلامهم، لأن من آيات الله التي تدل على عظمته وقوته، فمن آمن بالله وقدرته اذا اراد شيء فانما قال له كن فيكون فانه يؤمن برحلة الاسراء والمعراج.
تاريخ حادثة الاسراء والمعراج
كانت السنة العاشرة للبعثة ملئية بالصعوبات والمشاق في طريق دعوة الرسول الى الله، ولقد بلغ النبي من الكرب الكثير، ففي هذا العام توفي عمه ابو طالب الذي كان يمنع آذى قريش وشرهم، وتوفيت زوجته خديجة رضي الله عنها والتي كانت من أكبر المناصرين له والمؤدين لدعوته وأول من آمن برسالته، وزاد الأمر هماً عندما أخرج أهل الطائف عبيدهم وأطفالهم من اجل القاء الحجارة على النبي، فأكرم الله النبي برحلة الاسراء والمعراج لتكون أنساً له وتثبيتا لقلبه وتخفيفا لأحزانه، فان كان أهل الأرض عادوه وكذبوه فإن اهل السماء يحبونه ويصدقونه ويؤمنون به.
ولقد اختلف العلماء في تحديد تاريخ ليلة الاسراء والمعراج وذهبوا في ذلك الى ثلاثة مذاهب منهم:
- القول الأول أنها قبل الهجرة بشهر وانها في شهر رجب.
- القول الثاني أنها وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات في شهر ربيع الأول.
- القول الثالث أنها وقعت قبل الهجرة بسنة في شهر ذي القعدة.
واختلفوا ايضا في اليوم الذي وقعت فيه:
- منهم من قال انها وقعت يوم الجمعة.
- ومنهم من قال انها وقعت يوم السبت.
- والبعض الاخر قال انها وقعت يوم الاثنين.
دعاء في يوم الاسراء والمعراج
فضل ليلة الاسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج من الليالي التي تحظى بالعديد من الفضائل والخيرات، منها أنها كانت معجزة أيد الله بها نبيه صلّ الله عليه وسلم، وهي الليلة الكريمة التي فرضت فيها الصلاة على المسلمين ليدل ذلك على عظم ومكانة الصلاة في الاسلام، وكانت سببا في حادثة شق الصدر فقد أرسل الله جبريل فشق صدره وغسله بماء زمزم وملأه بالايمان والتقوى والحكمة، ولقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه ” -: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ)، كان في حادثة الاسراء والمعراج دلالة لعموم وشمول رسالة النبي ودعوته الى البشرية جمعاء وأن رسالة سيدنا محمد ناسخة لجميع الرسالات السماوية التي جاءت قبله ولقد اقتدى به الانبياء وصلوا خلفه.
ما الدعاء الوارد عن الرسول في ليلة الاسراء والمعراج
كان الرسول يذهب الى القبائل ويدعوها الى الدخول في الاسلام والايمان بالله سبحانه وتعالى وترك عبادة الاصنام والالهة التي لا تنفع ولا تضر، وان الخير والمنفعة بيد مالك السموات والارض، ولكن اغلب القبائل كفروا به وبرسالته التي بعثه الله بها، وقبل حادثة الاسراء والمعراج ذهب الى أهل الطائف فكذبوه واطلقوا ابناءهم بالقاء الحجارة عليه وشتمه وتكذبيه ولقد حزن الرسول صلّ الله عليه وسلم حزناً شديداً وأخذ يدعو الله ” “اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ،وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْإِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي،وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ”.
يحتفل المسلمون بالاسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بشتى انواع الطاعات والعبادات وهو من الامور المستحبة والمشروعة في الاسلام، وهي الليلة التي أُسري بالنبي من المسجد الاقصى في السماء الدنيا الى السموات العليا، لتكون تكريما له ولرسالته وصدق ايمانه وتأكيداُ على أن الاسلام هو دين الحق والمعجزات الالهية.