من قتل الحسين بن علي؟، قتل الامام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم عام 61 للهجرة، في معركة كربلاء في العراق بعد تخاذل أهلها عن نصرته، الإمام الحسين هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد شباب اهل الجنة والذي ورد حديث لرسول الله يتنبأ بمقتله، فمن قتل الحسين بن علي وما موقف الصحابة من مقتله.
قصة مقتل الحسين عند أهل السنة
بعد نقض معاوية بن ابي سفيان لمعاهدة الصلح مع الحسن بن علي والتي تنص على إلا يولي احد بعده، وقيامه بتولية ابنه يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين، رفض الحسين بن علي ان يبايع يزيد، وطالب بالالتزام بمعاهدة الصلح التي وقعها أخيه الحسن مع معاوية، لتتولى الاحداث كالتالي:
- ارسل اهل الكوفة في العراق بالرسائل التي تطلب من الحسين المجيء اليهم ليبايعوه خليفة.
- ارسل الحسين رسول ” مسم بن عقيل” ليجمع له الأنصار ويتحقق من صدق اهل الكوفة.
- عندما علم يزيد بذلك قام بتولية عبيد الله بن زياد على الكوفة والذي قام بقتل مسلم بن عقيل.
- واصل الحسين السير الى الكوفة وعندما علم بمقتل رسله، وتخاذل اهل الكوفة عن نصرته، ترك الخيار لمن معه بأن يبقى او يرحل.
- بقي عدد قليل مع الحسين لا يتجاوز 70 رجلاً، إضافة الى اهله، اكملوا مسيرهم الى العراق.
- وصل الحسين الى كربلاء وفاوض جيش عمر بن سعد بأن يتركوه يرحل او يلتقي بيزيد بن معاوية، إلا انه رفض واصر على استسلام الحسين.
- رفض الحسين الاستسلام وعقد العزم على القتال، فواجه أربعة آلاف مقاتل وأقل من سبعين رجل.
- تم قتل الحسين ومن معه السبعين رجلاً، واسر أهل بيته، وكان ذلك في مدينة كربلاء في العاشر من محرم.
حديث الرسول عن مقتل الحسين إسلام ويب
ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر به عن مقتل واستشهاد الإمام الحسين ولكنه لم يذكر شيء عن قاتله، حيث يعتبر هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي وردت في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني، فيما يلي نص حديث الرسول عن مقتل الحسين إسلام ويب:
“عن عائشة أو أمِّ سلمة -رضي الله عنهما-: “أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِإِحْدَاهُمَا: (لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ) قَالَ: (فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ)”.
ماذا حدث بعد مقتل الحسين
بعد مقتل الحسين عليه السلام قام عمر بن سعيد بإرسال رأس الحسين الى يزيد بن معاوية في الشام وتركت جثة الحسين في العراء تدوسها الخيول حتى تكسرت عظامه، وقد تضاربت الأنباء حول ردة فعل يزيد بعد استلامه الرأس، حيث قالت بعض الروايات انه تألم وبكي وسب عبيد الله لقتله الحسين، فيما فسره البعض بأنه محاولة من يزيد للتنصل من مقتل الحسين، وبخصوص نساء واهل بيت الحسين فتم اسرهم وارسالهم الى الشام مثل السبايا.
موقف الصحابة من مقتل الحسين
كان الصحابة رضوان الله عليهم غير راضين عن الواقع السياسي الذي خلفه وفاة معاوية وتولية يزيد، فكانوا يرون احقية الحسين وافضليته في الخلافة، وعند مقتل الحسين حزن الصحابة حزناً شديداً وكان موقفهم كالتالي:
- الصحابي أبو سعيد الخدري: “غلبني الحسين على الخروج، وقد قلت له: اتق الله في نفسك والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك.
- الصحابي أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: “يا ابن عَمِّ إن الرحم تظأرُني عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يُستغشُّ ولا يُتَّهمُ، فقل. قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا، فيُقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره فأُذكِّرك الله في نفسك. فقال: جزاك الله يا ابن عمِّ خيراً، ومهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر: إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله”.
- والصحابي عبد الله بن عمر: “لما قدم المدينة وبلغه خروج الحسين لأهل الكوفة لحقه ابن عمر على مسيرة ليلتين فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، قال: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال: إن الله خيَّر نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبداً، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال: أستودعك الله من قتيل”.
الثابت والراجح عند اهل السنة والجماعة ان من قام بقتل الحسين عليه السلام هو عبيد الله بن زياد والي الكوفة في ذلك الوقت بتحريض من شمر بن ذي الجوشن، وان يزيد لم يأمر بقتل الحسين مباشرة وانما ترك الأمر لعبيد الله في محالة للتملص من مسؤولية مقتل الحسين.