ما صحة حديث الضيف اذا دخل بيت المؤمن، ورد عن النبي عليه السلام عدد من الأحاديث التي تبين فضل إكرام الضيف، حيث إن إكرام الضيف يمثل سمة بارزة للسمو الأخلاقي الذي تدعو إليه تعاليم الشريعة، والتخلق بها يعد مظهرا من مظاهر تمام الإيمان وكماله، وتلك الأخلاق العظيمة التي امتاز بها المسلمين في القدم، لم تأت من فراغٍ ولكنها نتاج طبيعي من تأثر أسلافهم بدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام حتى اعتادوا عليها، وتمسكوا بها عند معاملتهم للآخرين، وبالتالي هنا ما صحة حديث الضيف اذا دخل بيت المؤمن.
ما صحة حديث الضيف اذا دخل بيت المؤمن
يعتبر حديث الضيف إذا دخل بيت المؤمن هو من الأحاديث الضعيفة التي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن النبي قد أوصى بالإحسان إلى الجار، والكرم مع الضيف لمها هما يعدان من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام، حيث أن الضيافة في الإسلام ليست مجالاً للتفاخر بالكرم، حتى يتكلف الإنسان فيها ما يشق عليه، ليطير له ذكر بين الناس، وإنما هي أداء لحق واجب عليه نحو إخوانه المسلمين، وهذا الحق يمكن أداؤه بالقدر الذي يوجد عند الإنسان من دون تكلف، ومن أجل أن يحصل على الثواب، فلابد أن تكون نيته ابتغاء وجه الله تعالى بأداء هذا العمل الصالح، ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم عن أن يتكلف لضيفه بما لا يطيق، كما أخرج الإمام البيهقي في شعب الإيمان.
آداب الضيافة في الإسلام
من الجدير بالذكر أن الضيافة في الإسلام لها آداب ينبغي مراعاتها، منها أن يدعو المسلم لضيافته من دون تمييز بين الفقير والغني، فإن هذا من التواضع الذي ينبغي أن يتحلى به المؤمن، وقد جاء في الحديث، شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء، كذلك فإن المؤمن لا يدعو لضيافته إلا الأتقياء والصالحين، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأكل طعامك إلا تقي، والمؤمن يستقبل ضيوفه إذا حضروا عند بابه، ويبش عند قدومهم، ويطيب في حديثه معهم، وقد سئل الأوزاعي رحمه الله: ما إكرام الضيف؟، قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.
ما هي حقوق الضيف والجار في الإسلام
ذكر الإسلام أن للضيف عدد من الحقوق من الواجب مراعاتها عند حضوره لبيت من بيوت المسلمين، هذا ما يزيد الألفة، ويقوي المحبة مهما كانت الهدية قليلة القدر، وبالتالي هنا حقوق الضيف والجار في الإسلام وقد جاءت على النحو الآتي:
- أن يمد جسور المحبة بينه وبين ضيفه.
- توطيد العلاقة ويزيدها قوة.
- الزيارة والسؤال عن أحواله.
- يمد له يد العون في كل ما يحتاجه.
- يقف معه في الشدائد والنوائب التي قد تصيبه.
- يشاركه في أفراحه التي تسعده .
- أن يستر ما يظهر له من عيوبه.
- يحفظ عينه من النظر في عوراته.
- يتواصل معه بالهدايا بين الحين والآخر.
يعد حديث الضيف إذا دخل بيت المؤمن من الأحاديث الضعيفة التي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ذكر النبي عدد من الأحاديث الأخرى التي تبين فضل إكرام الضيف واحترام الجار، لما هي من الأخلاق العظيمة التي تحلى بها المسلمين في زمن النبي.