ما صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر، ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد أجمع أهل السنة على أنها كل ما جاء عن رسول الله من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو سيرة قبل البعثة أو بعدها، وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وقد اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي جمعا وتدويناً وشرحاً، وتم استنباط منه أحكام شرعة مختلفة، وبالتالي هنا ما صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الأجر.
تعريف الطاعم الشاكر
يعتبر حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر من أهم الأحاديث النبوية التي رويت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث شائع على ألسنة الناس، وقبل الحديث على صحة الحديث ينبغي التوقف مع مسألة مهمة وهي تعرف الطاعم الشاكر الواردة في الحديث الذي نحن بصدد الحديث عليه، فقد قال العلماء إن الطاعم الشاكر هو الذي يأكل ثم يحمد الله تعالى على ما آتاه من النعم التي قد لا يتمتع بها غيره في الدنيا، فهذا قد قيّد النعم بالشكر، فسمّي بالشاكر وهي صفة على وزن اسم الفاعل، فهو شاكر لله تعالى على نعمة الطعام.
صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر
تدور روايات المفسرين والفقهاء والمذاهب الإسلامية الأربعة، على صحة حديث إن للطاعم الشاكر من الأجر بين الصحيح والحسن ومنها ما رواه الإمام السيوطي في الجامع الصغير من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ للطاعمِ الشاكرِ من الأجرِ، مثلُ ما للصائمِ الصابرِ”، وهنالك رواية أخرى للحديث بنفس المعنى مع خلاف يسير وردت في سنن الإمام الترمذي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم، وهي كذلك مرويّة من طريق أبي هريرة رضي الله عنه، يقول فيها عليه الصلاة والسلام: “الطَّاعمُ الشَّاكرُ بمنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ”، والحديثان السابقان صحيحان كما نصّ على ذلك أئمة الحديث، والله أعلم.
شرح حديث إن للطاعم الشاكر من الأجر
يعتبر هذا الحديث من أشهر الأحاديث التي وردت عن رسول الله، لكن العلماء قد ذهب بعضهم على أنه صحيح ومنهم من قال أنه حسن، في هذا الحديث يخبر الصادق الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الذي يأكل الطعام ويحمد الله تعالى ويشكره عليه فإن اجره في ذلك يعادل أجر الذي يصوم النهار ويصبر على ترك الشهوات وتعب الصيام، وغيره في سبيل أن يكون صيامه صحيح ومقبول، فهذان الاثنان لهما المنزلة نفسها، أو قيل إنّ أجرهما في هذه الحال يتساوى، وفي الحديث بيان لفضل الشكر والصبر معًا.
مكانة الحديث والسنة في الشريعة
من المعروف أن السنة النبوية النبوية الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، حيث أنها ذات مكانة رفيعة في الدين، ويتم من خلالها استنباط الكثير من الأحكام الشرعية، وبالتالي هنا منزلة السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي وقد جاءت على النحو الآتي:
- السنة النبوية مبينة للقرآن الكريم فقد كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بمهمة تبين ما انزل للناس.
- تعتبر السنة مفصلة لمجمل القرآن وخاصة اشتماله على آيات تأمر بالصلاة والزكاة.
- في السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأتي في القرآن الكريم.
- يوجد في السنة تخصيص لعموم محكم بالقرآن.
- القرآن الكريم نفسه يرد إلى السنة.
- الحديث النبوي فيه طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرح بمكانة السنة في الشريعة.
قد أخبر حديث إن للطاعم الشاكر من الأجر أن الصادق الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي يأكل الطعام ويحمد الله تعالى ويشكره عليه فإن أجره في ذلك يعادل أجر الذي يصوم النهار، ويصبر على ترك الشهوات وتعب الصيام، وهو من الأحاديث الصحيحة.