كم لبث نوح يدعو قومه ؟، لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسله رحمة للعالمين، و ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وليهدوهم إلى طريق الحق، فكان أول الأنبياء آدم عليه السلام، فقد دعا الناس إلى توحيد الله تعالى، فهو الخالق والرازق، وكلما حاد الناس من بعد الأنبياء بعث لهم نبياً أو رسولاً، وكان أول رسول هو نوح عليه السلام، فلم يدخر جهداً في الدعوة إلى الله، إلا أه لم يؤمن معه إلا القليل، فكم لبث نوح يدعو قومه.
النبي نوح عليه السلام ويكيبيديا
نوح عليه السلام هو أول الرسل الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى إلى قوم عبدو الأصنام وطغوا في البلاد، وسلكوا سبل الفاحشة، في ظل يدعوهم حتى يؤمنوا بالله، ويذروا ما كانوا يعبدون، إلا أنهم قابلوه بالنكران والسخرية، والكفر، فصبر عليهم في سبيل نشر كلمة الحق، وتوحيد الله، فكان من أولي العزم من الرسل، ولقد جاء ذكره في القرآن الكريم في عدة مواضع، وأسمى الله إحدى سور قرآنه العظيم باسم سيدنا نوح، ليخبر بها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أمته، لتكون دليل على صبر الرسل، وتحمل الأذى والعذاب في سبيل الحق.
قصة قوم سيدنا نوح
يعتبر قوم سيدنا نوح من أشد الأقوام كفراً وطغياناً في الأرض، وعندما بعث نوح إليهم كفروا به، وإذا قوه ألوان من السخرية والعذاب، وشكلهم سيدنا نوح إلى ربه، فأمره أن يبني سفينة، فكلما مر عليه قومه ازدادوا سخرية، كيف يبني سفينة في الصحراء، وعندما جاء أمر الله أمره تعالى أن يحمل معه من آمن من قومه، وكانوا أقلية، ويحمل من كل زوجين اثنين، فأطاع نوح ربه، وأرسل الله عليهم الطوفان، وغرق قوم نوح جميعاً، ليحق الله العذاب فيمن عصى وطغى، وتتمثل القصة في الآية الكريمة :”وَهِيَ تَجري بِهِم في مَوجٍ كَالجِبالِ وَنادى نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍ يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ* قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ قالَ لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِلّا مَن رَحِمَ وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ”.
مدة دعوة نوح لقومه
لقد اتبع نوح عليه السلام أساليب كثيرة في الدعوة إلى الله، فقد ذكرت الآيات الكريمة ذلك في قوله:” قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا”، وذكرت أيضاً :”وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا”، كما انه واصل الدعوة في السر والعلانية، “ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا”، ولجأ نبينا الكريم إلى أسلوب التعزيز وتمثل ذلك في قوله تعالى :”يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا، إلا أنهم أصروا على الكفر والعناد، واستمرت الدعوة تسعمئة وخمسون سنة، وذكر ذلك في قوله تعالى :”وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”.
وذكر القرآن العظيم قصة ابن سيدنا نوح الذي رفض اتباع دين الحق، وظن انه سينجو من الطوفان، وأخذته العزة بالإثم، إلا أنه كان من المغرقين، ووصفه الله تعالى في القرآن العظيم أنه عمل غير صالح، كما قال لنبيه أنه ليس من أهلك، وهذا يدل على أن الدين لا يعلوا عليه أي صفة.