اسلاميات

ما هي فتنة المحيا والممات

ما هي فتنة المحيا والممات

ما هي فتنة المحيا والممات، لم يخلق الله سبحانه وتعالى الناس على هذه الأرض سدى، بل أنزل عليهم الاختبار والابتلاء، ليرى من يصبر منهم، ومن تغره الحياة الدنيا، ولقد كان أشد الناس بلوة الرسل، حيث واجهوا من أقواهم ألواناً من الفتن والعذاب، ويأتي بعد الرسل والأنبياء المؤمنون، فكلما زاد الايمان زاد البلاء، ومن رحمة الله بعباده أنه ينزل مع البلاء الصبر، ليستعين الناس بالله ثم به، وجعل للصابرين أجراً عظيماً، ومن الفتن التي أنزلها الله هي فتنة القبر، والمسيح الدجال، وفتنة المحيى والممات، فما هي فتنة المحيا والممات.

ما هي فتنة المحيى

المقصود بالفتنة الامتحان والاختبار، والفتنة تغير الحال من الحسن إلى السيء، ويقصد بفتنة المحيا ما يمر به الإنسان خلال فترة حياته من افتتان واختبار بالدنيا وشهواتها، والانشغال بها عن طاعة الرب العلي العظيم، فكل ما يشغل المسلم عن طاعة ربه فهو فتنة، زمن فتن المحيا انشغال الرجل في أهله وأولاده وامواله ومحبتهم عن فعل الخير وطاعة الله عز وجل، ويكون من فتن الحياة الدنيا الشبهات من بدع وشركيات وغيرها من الأمور المشبوهة.

ما هي فتنة الممات

يقصد بفتنة الممات أحد امرين، فالأمر الأول سؤال الملكين للعبد في قبره الأسئلة الثلاثة وهي من ربك، وما دينك، وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم، فمن كان إيمانه راسخاً خالصاً لله جل في علاه فإنه يجب بسهولة على تلك الأسئلة، وأما من كان غيره فيجيب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، أما الأمر الآخر فيكون عند الموت يحرص الشيطان على إغوائه فهي ساعة حرجة يتم عرض الأديان الأخرى على الميت، والمعصوم من عصمه الله تعالى.

فتنة المحيا والممات في القرآن الكريم

جاءت الفتنة في القرآن الكريم بمعاني كثيرة منها الابتلاء والاختبار مثل قوله تعالى “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ”، وبمعنى اشتباه الحق بالباطل كقوله عز وجل “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ”، ومنها فتنة المحيا في الأبناء والأموال كما قال جل في علاه “وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ”، ومنها قوله تعالى “إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء”

المقصود بفتنة المحيا والممات

حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه رضوان الله عليه والأمة الإسلامية من بعدهم الاستعاذة من بعض الشرور التي تعصف بهم ليعصمهم الله سبحانه وتعالى، حيث قال رسول الله عليه أفضل الصلوات والتسليم “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَشَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ”، وكان يأمر الصحابة بقول الدعاء في نهاية كل صلاة بعد التشهد الأخير، ففي الحديث التجاء إلى الله تعالى وتعوذ من تلك الفتن الأربعة.

في عصرنا الحاضر ماجت الأرض بالفتن، واختلط الحابل بالنابل، والصالح بالطالح، وكثرت الشهوات والشبهات، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، ويتعامل المسلم مع الفتن بالصبر عليها، والتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ولزوم جماعة المسلمين وعدم التفرق، ومحاربة المفسدين والوصية.

السابق
تفسير حلم الطلاق للمخطوبين في المنام
التالي
ماذا يستحب للحاج فعله ايام التشريق