إسبال الثياب محرم على النساء والرجال معاً، وضع الدين الإسلامي قواعد وقوانين للحياة العامة للمسلمين يسيروا أمور حياتهم بناءً عليهم بما يضمن عدم ارتكابهم المحرمات والكبائر التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، وورد ذلك جلياً في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية الشريفة، وهما المصدران الأساسيان للتشريع الإسلامي، وفيما يتعلق بالملابس والثياب التي يرتديها المسلمين فقد أوضح الإسلام احكام هذه الملابس وما هو الجائز والمحرم منها، فما هو إسبال الثياب وما حكمه للنساء والرجال.
ما معنى إسبال الثياب
الإسبال لغة هو مصدر ” أَْسَبلَ، يُسبلَ، إسبالاً، أي مُسبلٌ، بمعنى الإرخاء والترك، والمقصود هنا في إسبال الثياب هو نزول الملابس عن الكعبين سواء كانت قميصاً أو أزراً أو سراويل، وغير ذلك، وذلك بأن يجر الشخص ثيابه خلفه بغرض التباهي وإظهار الغنى الفاحش والثراء استعلاءً على الخلق وتكبراً عليهم، وهو ما كان يفعله الناس زمن الجاهلية، وقد حرم الله سبحانه وتعالى اذا قال تعالى في كتابه العزيز في سورة لقمان ” وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
هل اسبال الثياب محرم على النساء والرجال
وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحرم الاستعلاء والتكبر على الناس ومن ذلك إسبال الثياب من باب التباهي والفخر والتكبر على الفقراء، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ” ثلاثة لا يُكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يُزكيهم ولهم عذابٌ أليم وكررها ثلاثاً، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هُم يا رسول الله؟ قال: المُسبل، والمنان، والمُنفق سلعته بالحلف الكذب” فهذا خير دليل على تحريم اسبال الثياب الذي يعتبر من كبائر الذنوب، وبالنسبة للنساء فقد رخص رسول الله لهن ارخاء ذيول ثيابهن شبراً استحباباً لستر القدمين ويرخين ذراعاً إن احتجن لذلك ، فإسبال النساء جائز.
حكم إسبال الثوب للمرأة
أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة إسبال ثيابها بغرض ستر قدميها، وذلك فيما ورد عن ابن عمر – رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من جر ثوبه خيلاء لم ينزر الله اليه يوم القيامة”، فقالت أُم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال ” يرخين شبراً” فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: ” فيُرخينه ذراعاً لا يزدن عليه” إذاً فإسبال الثياب للمرأة جائز استحباباً لستر القدمين وهو ما اجمع عليه العلماء.
حكم إسبال الثياب للرجال
إسبال الرجال لثيابهم محرم ومكروه والاسبال هو ان يطيل الرجال لباسه الى اسفل الكعبين ” العظمتان الناتئتان بجانبي القدم في المفصل بين الساق والقدم” وذلك في حال كان قصده الخيلاء والتكبر على الناس، وذلك لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من جر ثوبه خيلاء لم ينزر الله اليه يوم القيام” وكذلك ما ورد في الحديث القدسي الذي يرويه رسول الله عن الله سبحانه وتعالى ” الكبرياءُ رِدائي، والعظمةُ إِزاري، فمن نازعَني واحدًا منهما، قذفْتُه في النارِ”.
حكم الإسبال عند المذاهب الأربعة
المذاهب الفقهية الأربعة للمسلمين هي الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد أجمعت هذه المذاهب على حرمة الإسبال للخيلاء بالنسبة للرجال، واجازته للنساء بغرض ستر القدم، وذلك بدليل الأحاديث النبوية التالية التي دلت على حُرمة إسبال الثياب وانه من كبائر الذنوب:
- عن ابن عمر ” رضي الله عنهما” ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من جر ثوبه خُيلاءَ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة”.
- وعن جابر بن سُلم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إياك وإسبال الإزارِ، فإنها من المَخِيلةِ، وإن الله لا يُحب المَخِيِلةَ..”.
اسبال الثياب المحرم هو المقصود به التكبر والخيلاء والاستعلاء على الناس، اما اذا لم يكن في نية الرجل الاستعلاء والخيلاء فانه يدحل تحت حكم المكروه، وعلى كل حال يجب علينا الالتزام بتعاليم الجدين الإسلامي وعدم اسبال الثياب.