حكم اكل الثعبان والضب، استخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان في الأرض وجعلها مُسخرة له بأمره، حيث حلق الله سبحانه وتعالى الكثير من المخلوقات وسخرها للإنسان منها ما يحل اكله ومنها ما حرمه، وذلك لحكمة ربانية تتجلى في الحفاظ على صحة الإنسان من خلال تحريم كل أكل او طعام يمكن أن يسبب الضرر له، وأحل له كل طعام لا يوجد به ضرر، ومن الأشياء التي يسأل عنه المسلمين وعن جواز أكلها هي الثعابين والضب وغيرهما، فما حكم اكل الثعبان والضب.
حكم أكل الثعبان في الإسلام
اجمع معظم علماء المسلمين ومذاهبهم إلى حرمة اكل الثعابين لما فيه من سمّ وضرر يلحق بصحة الإنسان، وكذلك استدلالاً بما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن عائشة انه قال: “خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا” فلو كان أكل الثعبان حلال لما أمرنا الرسول بقتله، هذا الرأي الراجح الذي تبناه كلاً من الحنابلة والشافعية ام المالكية فقالوا بجواز كلها في حال استخرج السم منها.
حكم أكل الثعبان عند المالكية
كان لعلماء المذهب المالكي رأي آخر مختلف عن باقي المذاهب الأخرى التي حرمت اكل الثعبان، فقد رأى المالكية بجواز اكل الثعبان إذ أم السم الذي بها ولم يكن على الإنسان أي ضرراً من تناولها، وقد وضج المالكية كيفية استخراج السم من الثعبان وذلك من خلال تذكيتها عن طريق قطع الحلقوم والودجين من أمام العنق مع النية والتسمية، أي يقول بسم الله الرحمن الرحيم.
حكم اكل الضب
الضب حيوان نباتي يتغذى على النباتات والأزهار وبعض الحشرات، ويُسمى ايضاً باسم ” السحلية الشوكية” وفيما يتعلق بجواز أكله، فقد اجمع جمهور العلماء المسلمين من المذاهب الأربعة على أن الأصل فيه الحل دون الكراهية، وقد استدلوا على ذلك بما رواه البخاري عن خالد بن الوليد انه قال ” أتي النبي – صلى الله عليه وسلم – بضب مشوي، فأهوى إليه ليأكل، فقيل له: إنه ضب، فأمسك يده، فقال خالد: أحرام هو؟ قال: ” لا، ولكن لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه ” فأكل خالد، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينظر”.
هل يجوز أكل التمساح
اختلف علماء المسلمين في مسألة جواز أكل التمساح، فمنهم من رأى أنه حلال أكله من منطلق انه حيوان بحري وقد احل الله الحيوانات البحرية ومنهم من قال بحرمة أكله لوجود أنياب له وانه حيوان برمائي، فيما يلي تفصيل لحكم اكل التمساح:
- قول الشافعية والحنابلة وهو الراجح بحرمة أكل التمساح، لأنه مم الحيوانات المفترسة وله ناب يفترس به الإنسان.
- قول المالكية بجواز اكله وحجتهم في ذلك قوله تعالى ” ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ ).
لم يحرم الله شيء إلا وكان به ضرر كبير يلحق بالإنسان وصحته وما أحل شيء إلا وبه الفوائد الجمة الكبيرة للإنسان، فالثعابين والتماسيح والضب هي من مخلوقات الله سبحانه خلقها لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولكن في مسألة أكلها فإن النفس البشرية بطبعها تكره ذلك.