صحة حديث لتفتحن القسطنطينية، فتح القسطنطينية من النبوءات التي تنبأ وبشر بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من ألف واربعمائة عام، حيث كانت المدينة هي العاصمة للإمبراطورية الرومانية والبيزنطية، وحيث حاول المسلمين عشرات المرات فتح المدينة على مدى ثمانية عقود ولكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى جاء السلطان العثماني محمد الفاتح وقام بفتح المدينة وتغيير اسمها الى اسلامبول ولكن ما زال المسلمين يتحدثون عن وجود فتح اخر للمدينة ويسألون عن صحة حديث لتفتحن القسطنطينية.
معلومات عن القسطنطينية
القسطنطينية هي مدينة تقع على مضيق البوسفور وكانت العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية في الفترة ما بين 335 إلى 395م وكذلك عاصمة الدولة البيزنطية من 395 حتى 1453م حيث فُتحت على يد السلطان العثماني ” محمد الفاتح” والذي اطلق عليها اسم اسلامبول او الاستانة وجعلها عاصمة للدولة العثمانية، حتى سقوطها وتغيير اسمها على يد اتاتورك إلى إسطنبول في العام 1930م.
حديث لتفتحن القسطنطينية
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف تبشيره بفتح القسطنطينية، إذ قال” لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الملك ملكها، ولنعم الجيش ذلك الجيش” أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأصل فتح القسطنطينية ثابت في صحيح مسلم وغيرها ولكن دون الثناء على الجيش والأمير، وقد فُتحت القسطنطينية في عام 857هـ على يد السلطان العثماني التركماني محمد الفاتح، إلا ان هذا الفتح حسب علماء المسامين ليس هو المقصود وانما الفتح بعد الملحمة الكبرى.
حديث لتفتحن القسطنطينية صحيح مسلم
صحيح مسلم هو احد اهم الكتب التي تختص في الحديث النبوي الشريف، وقد ورد فتح القسطنطينية في صحيح مسلم ولمن دون الثناء على الجيش والأمير، فقد ورد عن أبو قبيل حي بن هانئ بن ناصر انه قال : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَسُئِلَ: أيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ اَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حِلَقٌ؛ قَال: فَاَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَكْتُبُ إذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ اَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ اَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أوَّلًا يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ”.
صحة حديث لتفتحن القسطنطينية
ورد حديث فتح القسطنطينية في روايتين مختلفتين، رواية ذُكر فيها الأمير والجيش الذي سيفتح المدينة، ورواية أخرى لم يذكروا فيها، وفد اختلف علماء المسلمين في صحة هذا الحديث وكانت آرائهم كالتالي:
- الألباني في ضعيف الجامع قال حديث ضعيف.
- مسلم في صحيح مسلم قال صحيح.
- السيوطي في الجامع الكبير قال ضعيف.
اختلاف علماء المسلمين في الحكم على صحة حديث لتفتحن القسطنطينية يرجع إلى الاعتقاد الكبير بأن هناك فتح تاني للمدينة لم يحين وقته بعد، وان الفتح الأول الذي قام به محمد الفاتح ليس هو الذي يقصده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.