هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت، الدعاء من افضل العبادات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، وجعلها مخرج وملجأ لكل كرب وهم وغم يحل على الفرد المسلم، فالله سبحانه وتعالى هو القائل في كتابه العزيز ” وإذا سَألك عبادي عَني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دَعان” صدق الله العظيم، ولكمت يبقى السؤال الذي يدور في خلد كثير من المسلمين هل الدعاء يغير القدر المكتوب وخاصة في الزواج والرزق والموت.
هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت
ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم انه قال ” لا يرد القضاء إلا الدعاء” ومن هذا المنطلق يعتقد كثير من الناس ان الدعاء يُغير القدر بكافة انواعه، إلا ان الحقيقة غير ذلك، فقد جعل الله سبحانه وتعالى نوعان من القدر، قدر معلق يمكن تغييره بفضل دعاء وتضرع المسلم إلى الله عز وجل، والنوع الثاني هو القدر المحتوم والذي لا يمكن تغييره، ومن الجدير بالذكر دعاء المسلم المستجاب يغير القدر المعلق الذي تطلع عليه الملائكة، ولا يغير القدر المحتوم الذي لا يطلع عليه سوى الله سبحانه وتعالى.
هل الدعاء يغير قدر الموت
الموت من الأقدار المحتومة وليست المعلقة، لذلك فإن الدعاء لا يغير قدر الموت الذي يعتبر من الأقدار المحتومة التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز ” فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ” صدق الله العظيم، فالموت من الأقدار التي جعل الله لها موعداً لجميع البشر، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن القدر المعلق قوله ” لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء، فإيهما غلب أصاب” أي يتصارعان في السماء، فلو كان الدعاء اقوى فإنه يزيل القدر المعلق.
هل الدعاء يغير قدر الزواج
جعل الله سبحانه وتعالى الدعاء سبباً لتغيير الأقدار المعلقة التي تخص الإنسان، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ” لا يُغني حذَرٌ من قدَرٍ والدُّعاءُ ينفعُ مِمَّا نزلَ ومِمَّا لم ينزِلْ وإنَّ البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاءُ فَيعتلِجانِ إلى يومِ القيامةِ” وهذا يخص فقط القدر المعلق الذي تطلع عليه الملائكة وليس القدر المكتوب الذي لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى، ولاستجابة الدعاء وتغيير القدر شروط مثل المال والمأكل الحلال وكذلك العبادات والطاعات والاعمال الصالحة.
هل الدعاء يغير قدر الرزق
الله سبحانه وتعالى يعلم مقدماً أحوال عباده وما الدعاء الذي سيدعونه به وما يريدون، حيث يفعل الله ما يريد، فعندما يستجيب الله لدعاء عباده، فإن هذه الاستجابة حدثت منذ البداية قبل وجود القدر، فالله سبحانه وتعالي يعلم الغيب المطلق والزمن المطلق ونحن كبشر خاضعون لله ولهذا الزمن، فعلى الفرد المسلم ان يحسن ويكثر من الدعاء ويلتزم بالعبادات والأعمال الصالحة التي ترفع الدعاء وتساهم في سرعة الاستجابة.
دعاء يغير القدر مستجاب
يحرص المسلم على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى لقضاء حاجته ورفع البلاء والهم عنه، وذلك من منطلق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يرد القضاء إلا ادعاء” حيث وردت العديد من الأدعية المستجابة في القرآن الكريم والتي يمكن للمسلم الدعاء بها، وهي كالتالي:
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
- قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
- رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ
- رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
عن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها» رواه مسلم.