لماذا يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير، بينما نصوم نحن المسلمين شهر رمضان المبارك، فإن الديانة المسيحية أيضا لديها فترات صيام مختلفة وفقا للعقيدة التي يتبعونها و المستقاة من تعاليم المسيح عيسى عليه السلام في الإنجيل، و هو ما يدفعنا للتعرف أكثر على حياة و معتقدات اشقاءنا المسيحيين و لماذا يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير، كونه من المواسم الدينية الهامة لديهم و يمكن مقارنته بشهر رمضان الكريم الذين نقضي فريضة صيامنا فيه الآن.
ما هو الصوم الكبير
الصوم الكبير في الديانة المسيحية هو نفسه “الصوم الأربعيني”، و الذي يطلق على موسم الصيام الأطول لدى المسيحيين الشرقيين و الغربيين على حد سواء، و يبدأ يوم أربعاء الرماد بالتوقيت اللاتيني ليستمر بنحو أربعين يوم أو ستة أسابيع كاملة، حيث يهدف الصيام الكبير لإعداد المسيحي المؤمن بالصلاة و التوبة من الذنوب و ممارسة أعمال الرحمة استعدادا لأسبوع الآلام و سبت النور و عيد القيامة الذي يعقبه.
سفر طوبيا في الانجيل
من المعروف لدى المسيحيين أنه يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير، و لكن قبل التعمق أكثر في سبب قراءة هذا السفر دون غيره من أسفار الإنجيل سنعرفكم قليلا عليه، فهو أحد أسفار الكتاب المقدس القانونية التي تعترف بها كل من الكنسية الغربية الكاثوليكية و الكنيسة الشرقية الأرثودوكسية، و يعني كلمة “طوبيا” التي سمي هذا السفر بها في اللغة العربية “الله الطيب” كما أنه يتكون من 16 إصحاحا.
لماذا يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير لدى المسيحيين
أما حول السبب وراء لماذا يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير، فإن الأمر يرتب بشكل أساسي بالديانة المسيحية و التقاليد التي لا يزال المؤمنين بها يتبعونها إلى يومنا هذا، حيث أن معظم هذا السفر القانوني من الكتاب المقدس يتحدث عن بعض القصص التاريخية و الدينية التي عاشها المرسلين و الصالحين الأوائل، مما يعني أن الهدف من قراءته في الصوم الكبير لدى المسيحيين هو تطهير نفوسهم من الذنوب و تجهيزهم لاستقبال اسبوع الآلام و عيد القيامة بالإضافة إلى تهذيب قلوبهم كي يتعظوا من الأولين.
يقرأ سفر طوبيا فى الصوم الكبير لدى المسيحيين، خاصة في الأسبوع السادس “الأخير”، و ذلك لأن هذا السفر القانوني الذي يحتويه الكتاب المقدس يتحدث عن بعض القصص الدينية القديمة للأولين، ما يهذب نفس المؤمن المسيحي و يجعله يشعر بأهمية التجديد و تطهير القلب من الذنوب.