من الصحابي الذي جهز جيش العسرة، تعتبر غزوة تبوك هي آخر الغزوات التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة للهجرة وبعد ستة أشهر من حصار الطائف، حيث قرر الرومان القضاء على الدولة الإسلامية الحديثة والتي أصبحت تهدد وجود دولتهم في بلاد الشام، وقد خرج بجيش قوامه 40 ألف مقاتل، وخرج لمقلاقاتهم من المسلمين 30 ألف جندي مسلم.
لماذا سمي جيش العسرة بهذا الاسم
سمي جيش العسرة بهذا الاسم نتيجة الضيق الشديد الذي كان يعاني منه المسلمون خلال تلك الفترة، حيث كان السفر شديد عليهم لطول المسافة التي يقطعونها وقلة الزاد من الطعام والماء والدواب، وأيضًا بسبب ارتفاع درجات الحراراة اللاهبة في الصحراء، وقد قال الله تعالى بحق جيش العسرة في سورة التوبة :”لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ”.
من هو الصحابيي الذي جهز جيش العسرة
إنّ الصحاب الجليل الذي جهز جيش العسرة هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، من السابقين للإسلام وخليفة المسلمين الثالث بعد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وأحد الصحابة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهو من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، ويلقب بذي النورين لأنه تزورج تزوج من ابنتي رسول الله أم كلثوم ورقية، ويعد أول من هاجر من مكة إلى الحبشة نصرة للإسلام وحفظه، أصبح خليفة المسلمين بعد استشهاد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عام 644م، كما وحدثت خلال حكمه فتنة أدت إلى استشهاده سنة 656م.
بكم جهز عثمان جيش العسرة
حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الإنفاق لتجهيز جيش العسرة، فقد كان أبي بكر أول من بادر بالإنفاق فجاء بجميع ماله وأنفقه في سبيل الله، وبعده جاء عمر بن الخطاب وأنفق نصف ماله وهناك الكثير من الصحابة الذين أنفقوا أموالهم وجزءًا منها ومنهم من تبرع باشياء عينية، ولكن الصحابي عثمان بن عفان قد قام بتجهيز ثلث الجيش وحده، حيث جهز 950 بعير و50 فرسًا، وعشرة آلاف دينار وضعها في حجر رسول الله.
فقد روى ابن اسحاق بأن الصحابي عثمان بن عفان قد أنفق نفقة يومها لم ينفقها أحد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما وضع عثان الألف دينار في حجره :”ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم”.