متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، على المؤمن الصالح أن يكون قريبا من ربه على الدوام، ويكون ذلك من خلال العمل الصالح والسعي من أجل تعميق العلاقة مع الله، بالدعاء والصلاة، والعمل الصالح الذي يقرب المؤمن من ربه، ومن المهم أن يعلم المؤمن أن حياته مرهونة بيد الله، وعليه أن يحسن من حياته حتى ينال رضا ربه ويفوز بالدنيا والآخرة.
متى يقال دعاء الاستخارة
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، ان صلاة الاستخارة ليس لها وقتٌ مخصوص، فيمكن للمسلم متى أراد أو متى أثقل أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله تعالى، أن يتوجَّه إليه بالصّلاة ويسأل الله حاجته، مع ذلك فإن الجواز محصورٌ بأوقات محددة تكون فيها الاستجابة، لذلك فلا تُشرع صلاة الاستخارة بالأوقات التي تكون فيها مكروهة، وهي ما بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشّمس بقدر رُمح، وأيضا فترة توسُّط الشّمس بالسّماء قبل الزوال، وأيضا من الفترات الغير مستحبة التي تكون ما بعد صلاة العصر وحتى الغروب؛ أي عندما تميل الشمس للغروب، فإذا ابتعد عن تلك الأوقات فإن الصلاة تكون جائزة له أن يُصلِّيها بأي وقت أراد، لكن إن اضطر الإنسان أن يقوم بالصلاة في هذه الأوقات فلا بأس في ذلك.
كيفية دعاء الاستخارة
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، لقد حث الرسول عليه السلام، على أهمية صلاة الاستخارة في كل أمور الدنيا نظرًا لأهميتها وشدة الحاجة إليها فقد كان يعلمها إلى صحابته الكرام، وقد ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ)، كما أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الدعاء الذي ينبغي قوله عند الاستخارة، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذَا هَمَّ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ).
لماذا يدعي المرء دعاء الاستخارة
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، لأنه دعاء الاستخارة فيه يكون الدعاء قريب من الله، ويكون الدعاء من فرط الحيرة وعدم شعورة بالراحة، لذلك يلجأ المؤمن إلى الله تعالى من أجل طلب المشورة والمساعدة والخيرة في أمور الدنيا وفي أمور الدين، سواء كان هذا الامر علمًا أو عملًا أو كان سفرًا أو زواج، أو أي شيء من أمور الحياة، خاصة في الأمور التي لا يعلم المؤمن عاقبتها، ويكون ذلك بصلاة ركعتين لله عز وجل من غير الفريضة، ثم يدعو الله فيهما بدعاء الاستخارة، ثم يسعى في الحياة ويجتهد بالتوكل على الله، فإن حاجته سوف تكون خيرا له، وسوف تكون إشارات الله قريبة من العب تمهد له طريق الخير والصلاح في دينه وفي دنياه.
ما الوقت الذي يدعو المصلي دعاء الاستخارة
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، على المسلم أن يدعوا الله عز وجل وأن يكون قريبا منه، وذلك من خلال الصلاة والدعاء والتقرب إلى الله في كل الأوقات، كما يفضل أن يدعو المؤمن بعد السلام من صلاة الاستخارة كما قال رسول الله عليه السلام، (إذا همَّ أحدكم بالأمْر فليَركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدِرك بقدرَتِك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدِر، وتعلَم ولا أعلَم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلَم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، ويَسِّرْه لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضِنِي به) متفق عليه.
كيفيّة صلاة الاستخارة
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، ان صلاة الاستخارة هي أن يطلب العبد من الله عز وجل أن يوفّقه أو أن يُرشده لِاختيار الأنسب أو والأصلح له ممّا يتعارض عنده من الأمور المباحة أو الأمور المندوبة، أما عن حكم صلاة الاستخارة فهي سنّة، وتُؤَدّى من خلال صلاة العبد لركعتين في الليل أو بالنهار، وبعد السلام يدعو المسلم بعد الصلاة بدعاء الاستخارة، ومن المهم ذكره إلى تعدّد آراء العلماء فيما اذا يُقرَأ في الركعتين بعد الفاتحة على ثلاثة آراء، بيانها فيما يأتي:
- يُستحبّ قراءة سورة الكافرون بالركعة الأولى بعد قراءة الفاتحة، وبعدها قراءة سورة الإخلاص بالركعة الثانية، وهو ما ذهب إليه الطريقة الحنفية والمالكية وكذلك الشافعية، وقد أشار الإمام النووي إلى سبب ذلك؛ وهو مناسبة مضمون السورتين مع الهدف أو مع الغاية المرجوّة من تأدية صلاة الاستخارة، بإظهار ضعف وعجز العبد وحاجته لله -تعالى- والافتقار إليه.
- يقرأ العبد بالركعتين بعد قراءة الفاتحة ما يشاء من الآيات أو السور القرآنية دون تخصيص شيءٍ منها، وهو ما ذهب إليه الحنابلة.
اقرأ أيضا: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الفجر.
متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، يُستحب قراءة قوله -تعالى-: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وقوله -تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)، في الركعة الثانية، وهو ما ذهب إليه بعض السلف.