نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، ان علم النفس الاجتماعي يؤكد على أهمية “الأدوار” التي يقوم بفعلها الأفراد، كما يؤكد على القيام بهذه الأدوار وهذه المسؤوليات، وما يترتب عليها من تأدية هذه المسؤوليات من قرارات وإنجازات أو عواقب، ان تبادل الأدوار في العائلة مهم من أجل بناء مجتمع متفاهم ويعي تماما ما يقوم به، خاصة في ظل الفكاك الاجتماعي والعديد من المعيقات التي أدت إلى وجود بعض العقبات المتعلقة بالمسؤوليات التي تكون بين الأفراد.
نظرة التبادل الاجتماعي
نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، تعد نظرية اجتماعية نفسية، وهي رؤية اجتماعية تساعد على التغيير والاستقرار الاجتماعي وهي تسعى من أجل تبادل بين الأطراف المختلفة حيث تطرح هذه النظرية فكرة أن العلاقات الإنسانية تتكون وتنشأ من خلال حسابات غير موضوعية للمنفعة وللتكلفة، وترجع هذه النظرية في فترة الستينات التي جاءت نتية لنشأة الرأي وزيادة الوعي.
أهمية الأدوار في حياة أفراد الأسرة والمجتمع
نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، أهم ما انتظمت وسارت عليه الحياة منذ تأسيس جانبها الحضري والثقافي هو تأسيس المجتمع، وإدراك كل من الفرد من أفرادها ما له من حقوق وواجبات وما عليه، فالأمر يرتبط بشكل جذري بالعديد من الأدوار التي يقدمها كل فرد من أجل صالح مجتمعه من جهة، ولصالح أسرته من جهة أخرى، ولأن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، فإن العمل من أجل تأسيس قواعد أسرية صلبة وسليمة، يعد أهم ما يجب على أفراد الأسرة جميعهم القيام بها، أيضا احترام الدور الذي يقوم به كل فرد من أدوار ثابتة وأساسية، وأدوار متغيرة على حسب الظروف يعد من الأمور الميسّرة للعديد من التعقيدات، أو لنقُل كثير من الأمور الطارئة التي قد تظهر بأدوار العلاقات الأسرية.
الأدوار في حياة أفراد الأسرة وفي المجتمع
نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، لقد عانت الأسر بالفترة الأخيرة من توابع التقدم الغير محمودة، ومن هذه الأدوار التي تعرض لها الانسان، الانفتاح المتزايد، الذي قدر ما تم استيعابه بشكل سليم من قبل المجتمع، وهذا جاء بقدر ما أحدث بدوره خلاصًا كبيرًا بعلاقة الأبناء بالآباء، فتأزّمت العلاقات الأسرية بشكل كبير، بين الوالدين والأبناء، وانتشرت حالات الإهمال بمختلف الأنواع والصور مع الأبناء، وكذلك ظهرت العديد من المفاهيم الخاطئة والتي قامت بفرض نفسها على تفاصيل العلاقة بين الآباء والأبناء، كما لا نستطيع أن ننفي الإشارة أن هذه المعيقات والمشكلات كانت موجودة منذ زمن بعيد، لكن سوء التفاهم الذي كان نتيجة لسوء التوافق وعدم الاهتمام.
نظرية تبادل الأدوار في علم الإجتماع النفسي التربوي
نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، رجح عالم الاجتماع مورينو أن العمل بنظرية تبادل الأدوار ربما يساعد على نجاح أكثر من تجربة من أجل الإصلاح والتغير والتهذيب، كما وأكد مورينو أن هذه التجارب قد ساهمت في تبصير الأبناء بما قد يترتب على بعض المسؤوليات، ودورهم بمواجهة الحقيقة مع رد الفعل المناسب الذي لم يكن ليصبح في حساباتهم.
- أكد مورينو على ضرورة نظرية تبادل الأدوار من أجل تحقيق توقعات أفضل بالنسبة لأفضل أسلوب قيادي حيث تُضمّن معه استجابات معينة لأحد الجماعات، بالإضافة أن هذه الطريقة لقد نجحت مع جماعات المراهقين، لأن تبادل الأدوار معهم قد ساهم في تجنبيهم لرسم ووضع الخطط، كما وتجنب نزلاء السجون الإساءة إلى بعضهم البعض، بالإضافة إلى أن وجهات النظر التربوية التي تؤكد على أن اتباع تمثيل الأدوار لتربية الطلاب فقد جاء بنتائج قوية، فمشاركتهم المعلم بأدوار التحضير والشرح، جعلهم يدركون أهمية الدور الذي يقوم به المعلم.
اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم التفكير.
نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء، ان تبادل الأدوار يساهم ويساعد بدمج المعرفة الحياتية بالمعرفة العلمية، فإنه يساهم بتنشئة جيل واع ومثقف، لهذا فإن ما يمكننا الإقرار به أنه في حال أتحنا الفرصة للأبناء بسن مبكرة على المشاركة والمساهمة في تنفيذ الأداء لبعض المسؤوليات فقد نكون بذلك قد اجتزنا أول الطريق من أجل تأسيسهم بشكل صحيح وبشكل تربوي سليم، وساعدناهم في استقرار العلاقة وتدعيمها بيننا وبينهم، وساعدناهم من أجل فهم نظرية تبادل الأدوار بشكل صحيح.