اين ذهب ماء غسل الرسول، لقد توفي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، حيث كان ذلك في العام الحادي عشر للهجرة، وكان عمره 63 عام، توفي في المدينة المنورة، وكان وقتها في حجرة السيدة عائشة حيث انه استأذن زوجاته ليمكث فترة مرضه عند السيدة عائشة، حيث انه قد عاني من ألم وصداع شديدين فقام بربط عصبة على رأسه من شدة الألم، وكان قد خطب بالناس وهو على كرسي في المسجد، وقام بتغسيله اهل بيته وعصبته.
غسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
قام اهل بيت النبي بتغسيله، وكان على رأسهم علي بن أبي طالب، عمه العباس مع أبنائه، وأسامة بن زيد، وشقران مولى النبي ، وقاموا بتغسيله دون نزع ثيابه من عليها، فقد روي حديث شريف على ذلك، حيث قالت عائشة رضي الله عنها:(لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ).وكان قد أوصى النبي صلى الله علبه وسلم، ان لا احد يرى عورته حين يتم غسله فجميعهم كانوا معصومين العينين الا علي بن ابي طالب.
أين ذهب ماء غسل النبي
وروى ابن ماجه بسند جيد عن علي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم “إذا أنا مت فأغسلونى بسبع قرب من بئري“بئر غرس بقباء” وغسل ثلاث غسلات الأولى بالماء القراح والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور ، وبالنسبة الي ماء الغسل اين ذهب ،روي عن ابن الجوزي وقال ان ماء غسل النبي كان يجتمع في جفون النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان علي يشربه بفمه، ورويي عن علي أنه لما غسله ان الماء امتص من محاجر عينيه، وفي روايات اخرى قيل انه يبقى ذهاب ماء الغسيل من الأمور الغيبية.
الساعات الاخيرة من حياة النبي
عانى النبي قبل وفاته من مرضه كثيرا حيث كان يشكو من صداع شديد في رأسه ومن ثم ارتفعت حرارته كثيرا، ولقد كانت الساعات الأخيرة من حياة النبي مواقف حاسمة في ذلك، عندما نظر الى المسلمين وهم يصلون الفجر وكان أمامهم ابو بكر، فنظر اليهم وابتسم ابتسامة كبيرة، والموقف الثاني عندما نادى على ابنته فاطمة وهمس في اذنها فبكت ثم همس في أذنها فضحكت، فكانت الأولى عندما اخبرها انه سينتقل الى جوار ربه والثانية عندما اخبرها انها أول من سيلحق به.
بعد ان توفي النبي محمد صلى اله عليه وسلم، وضعوه على سريه وصلوا عليه، ووضعوه في القبر باتجاه القبلة، ورشوا الماء على قبره حيث نزل معاه في القبر من قاموا بتغسيله، فكانوا هم من غسلوه وهم من دفنوه.