بين معنى قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا، ما يميز القرآن الكريم هو شموله ومناسبته لكل زمانٍ ومكان، وهذا ما يجعله حيًا في الأزمنة الحديثة كما كان حيًا في الأزمنة القديمة. وقد حثّ الله المسلمين على التفكر في معاني القرآن الكريم لما فيها من فائدة تعم المسلمين في الأزمنة كافة، والتدبر هو وسيلة للعمل به ولم ينزل القرآن من أجل التبرك به، وتعليق آياته على الجدران واستفتاح الحفلات والمناسبات به، بل لتدبر معانيه والاستفادة من شموليته.
معلومات عن سورة الفرقان
سورة الفرقان، ترتيبها في المصحف 25، تقع في الجزء التاسع عشر، وتتكون من 77 آية معظمها مكية ما عدا الآيات 68:70 فمدنية، وقد نزلت السورة بعد سورة يس، وبدأت بأسلوب ثناء على الله حيث يقول تعالى: (تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) توجد سجدة واحدة في الآية 60، والفرقان هو اسم من أسماء القرآن الكريم.
اقرأ أيضًا: اول من جهر بالقران الكريم عند الكعبه
ما هي أسباب نزول الآيات
تتعدد أسباب نزول سور وآيات القرآن الكريم، فكل نزول كان ورائه قصة وعبرة، ولكي نستطيع الإجابة عن سؤال: بين معنى قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا علينا تدبر أسباب النزول.
- التحذير من سوء عاقبة التكذيب وأنواع التكذيب التي لقيها النبي صلّ الله عليه وسلم، حيث نزلت الآيات في وقتٍ كثر فيه تكذيب النبي وأصحابه.
- تثبيت رسولنا الكريم وأصحابه بسبب الأذى الذي لحق بهم مما يدل على أن الدين، والقرآن، هما الفرقان ما بين الحق والباطل، أي مِن خلالهما يستطيع المسلم التفريق بين الحق والباطل.
- نزلت الآية السابعة والعشرون في أحد كفار قريش وهو عقبة بن أبي معيط وأحد أصدقائه وهو أبيّ بن خلف، إذ كان معروفًا بشدة كرمه ولم يكن يعد من سفرٍ إلا ويجهز الولائم ويعزم أشراف قريش. وكان الرسول أحد المدعويين إلى إحدى هذه الولائم واعتذر الرسول عن تناول الطعام إلا إذا نطق عقبة الشهادتين وقد فعل، ولما علم أبي معيط، هجره وابتعد عنه وأبى أن يصالحه إلا إذا بصق على النبي صلّ الله عليه وسلم ووطأ عنقه، ففعل ذلك عقبة فنزلت هذه الآية موضحةً حاله يوم القيامة وكيف أنّه يتبع خليله الذي يدعوه إلى الباطل.
- نزلت الآية الثامنة والستين تدعوا أهل الشرك إلى التوبة، أهل الشرك الذي أكثروا الذين أكثروا الزنا ثم جاؤوا إلى رسول لله يسألونه عن التكفير عن ذلك.
معنى قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا، أي وكان الكافر على ربه هينًا، فكان عونًا للشيطان على ربه إذ أشرك به، وظاهر بمعصيته.