قصة المثل رجع بخُفي حُنين الحقيقية، برع العرب قديماً في ضرب الأمثال لأحداث عاشوها واستخلصوا منها العبرة والحكمة، حيث استغل العرب كل حدث عاشوا ومروا به وتحويله إلى مضرب للمثل، وتكون هذه الأمثال متنوعة المجالات، فهناك أمثال تتحدث عن القيم والعادات والأخلاق الحميدة عند العرب، ويُقال ايضاً في مناسبات الحزن والفرح واليأس والخيبة وغيرها من المناسبات، فهذه الأمثال العربية مناسبة لكل زمن ولكل طبقة من طبقات المجتمع.
ما هو المثل الشعبي
برع العرب قديماً في توصيف الأحداث التي يعيشونها، وجعلوا من كل حادثة ما يُعرف بالمثل، والمثل الشعبي هو عبارة عن تعبير وتوصيف لتجربة شعبية طويلة عاشها الشخص القائل للمثل، حيث يخلص من هذه التجربة إلى عبرة وحكمة، يلخصها في جملة قصيرة، فكل مثل قصير وراءه حكاية شعبية طويلة نوعاً ما يخلص صاحبها في آخرها إلى عبرة وحكمة يلخصها في هذا المثل، وقد جمع العرب مجموعة كبيرة من الأمثال على شكل كتب وروايات.
قصة ال استحوا ماتوا
قصة شعبية مصرية تحكي عن الحياء، حيث أنها حدثت في مصر في أربعينات القرن الماضي، إذ كانت تنتشر في مصر الحمامات العامة التي يقصدها الرجال والنساء، وتتميز هذه الحمامات بعدة غرف وفي آخرها مستوقد للنار يمد الحمامات عبر أنانيب بالمياه الساخنة، وفي ذات مرة كان يوم الحمام للنساء، حيث اشتعل حريق كبير في هذا الحمام، فخرج العديد من النساء هرباً من النار وهن عرايا، إلا أن بعض النساء اللاتي منعهن حياءهن من الخروج وفضلن البقاء في الحمام لتأكلهن النار، ومن هنا كان المثل، ال استحوا ماتوا.
قصة المثل رجع بخُفي حُنين الحقيقية
هي قصة تتحدث عن اليأس والشعور بالخيبة، حيث أنها تعود لرجل بائع أحذية في العراق يُدعى حُنين، وكان لحُنين دكان صغيرة يبيع فيها الأحذية وذات مرة جاءه أعرابي يريد شراء حذاء، حيث أخذ وقتاً كبيراً وهو يقلب الأحذية ويناقش حُنين في سعرها، حتى غادر دون أن يشتري الحذاء، فغضب حُنين غضباً شديداً من هذا الأعرابي الذي أخذ الكثير من وقته وأضاع عليه بيع زبائنه الذين انصرفوا عنه أثناء نقاشه مع الأعرابي، فقرر حُنين الانتقام، حيث سبق الإعرابي في طريق قصيرة وألقى بفردة حذاء في طريقه، وهو يراقب الأعرابي، فلما رأى الأعرابي الفردة تمنى لو كانت معها الفردة الثانية من الحذاء وألقاها وأكمل طريقه، وبعد سيره لفترة كان حُنين قد ألقى فردة الحذاء الثانية في طريق الأعرابي، فلما وجدها الأعرابي أخذها وترك حماره المحمل بالهداء والأشياء الثمينة وذهب لجلب الفردة الثانية، ولما عاد لم يجد حماره، إذ أخذه حُنين انتقاماً منه، ولما عاد إلى أهله من سفره، ولم يجدوا معه الحمار والهدايا، قالوا له ” عاد بخُفي حُنين”
تتعدد الأمثال العربية وتتنوع ولكن تجمعها غاية واحدة وهي اخذ العبرة والحكمة من الحادثة، ومن الأمثال المشهورة، إنه ليعلم من أين تؤكل كتف، ويُقال هذا المثل للرجل الداهية الذي يُحسن استغلال الظروف والأحداث من حوله.