من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، لكل نبي معجزة ميزه الله بها عن غيره، منهم من كلم الطير، ومنهم من اشفى المريض، ومنهم من كلم الله، ومنهم من وضع في النار ولم يحترق، الأنبياء هم أفضل الخلق بعثهم الله لهداية الناس ولكي لا يكون لناس حجة على الله يوم القيامة،
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت
يذكر أهل العلم في جواب السؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت أنّه يونس عليه السلام ، وهو يونس بن مَتّى وقيل بأنّ متّى أمّ يونس عليه السلام ، لكنّ الغالب أنّ متّى هو والده إذ لم يُنسب من الأنبياء لأمّه غير عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويرجع نسب يونس عليه السلام إلى بنيامين بن يعقوب عليه السلام.
بعثه الله تعالى إلى أهل نينوى في العراق بعد أن انتشر بينهم الشرك وعبادة الأصنام ، لقّبه الله بذي النون وذلك في تصوير تعالى: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنَْقْدِرَ عَلَيْهِ”[1]، يعود ذلك لأن النبي الذي ابتلعه الحوت.
لكنّ أهل العلم والسيرة لم يذكروا كم لبث يونس عليه السلام في تفسيرهما.
ومنهم من قال بأنّه مكث سبعة أيام وبعض الأيام وبعض الأيام ، والله أعلم كم بقي يونس في بطن الحوت ، ولولا أنّه كان -عليه السلام- من المسبّحين المستغفرين لله للبث في بطن الحوت مدى الحياة والله أعلم.
بعد أن تم التعرف على إجابة سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت وهو ذو النون يونس عليه السلام ، سيتم ذكر قصة يونس والحوت فيما يأتي:
يونس ودعوته لقومه
في معرض الإجابة على سؤال من النبي الذي ابتلعه الحوت لا بدّ من ذكر قصة يونس مع قومه ، فقد أرسل الله تعالى نبيه يونس -عليه السلام- إلى أهل نينوى ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والتوبة وترك الشرك وعبادة الأصنام.
وقد جاء وقت الاستجابة والتصديق بما جاء عند الله تعالى ، فأخبرهم بأنّ العذاب سيحلّ بهم ثلاثة أيامٍ إذا كان يأمنوا ، وفي اليوم الثالث خرج يونس من بينهم وذلك قبل أن يأذن له تعالى ، وبعد خروجه ظهرت لهم علامات العذاب والهلاك واقتربت منهم.
فقال لهم أنهم تابوا إلى الله بعد أن خرج نبيّهم غاضبًا منهم وتوعدهم بالعذاب ، فقبل الله وأخرهم العذاب ، فغضب يونس وقال: “والله لا أرجع كذابًا أبدًا ، وعدتهم العذاب في يوم ثم رد عنهم” ، ثم استمر في طريقه دون أن ينتظر أمر الله ظنًا منه أن الله تعالى لن يؤاخذه على ما فعل ، وسار إلى أن وصل إلى شاطئ البحر فوجد سفينةً مكتوبةً بالناس فركب معهم وابتعد عن قومه.[3]
شاهد أيضًا: من اول من لبس السروال من الانبياء
يونس وهو في بطن الحوت
استكمالاً لما الإجابة في الإجابة عن سؤال ، تم التخلص من بعض مَن هم على ظهرها للسفن حملها فتنجوا من الغرق.
وقرروا ما بين الاختيار ، ما بين الخصال والأخلاق الحميدة ، فاقترعوا ثانيةً فخرجت القرعة عليه ، ثمّ اقترعوا ثانيةً فخرجت القرعة أيضًا ، فعلم يونس عليه السلام عندها كان حبها هذا الاختيار. .
فسلّم لما أراده الله وألقى بنفسه في البحر ، فأرسل الله تعالى له حوتًا تلقّفه وابتلعه ، وقد حماه الله من ضررٍ قد يصيبه من الحوت ، فقد كان بطن الحوت بالنسبة ليونس ميسيبه من الحوت ، فقد كان محاطًا بطن الحوت فوق ظلمة البحر ، فعلم يونس – عليه السلام- أنّه قد غضب بسبب خروجه ، يأذن له.
فبدأ بالدعاء والتسبيح والاستغفار حتى يغفر الله ذنبه ويتوب عليه ، قال تعالى: “فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَهَثََبِبِطى”[4]، وقد كان يونس -عليه السلام- يذكر الله تعالى في بطن الحوت فيقول: “لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين”.
وقد كان هذا الدعاء سبب نجاة يونس عليه السلام بعد أن ابتلعه الحوت ، فأمر الله تعالى الحوت ، فأمر الله يونس إلى الخارج ، وأنبت له شجرةً يأكل منها ويستظل بها ، وبعد أن تعافى مما لقيه في بطن الحوت عاد إلى قومه فوجدهم مؤمنين بالله موحدين فمكث حينًا. عادوا إلى ضلالهم وكفرهم فأنزل الله عليهم العذاب وأخذهم جميعًا.[2] شاهد أيضًا: من هو النبى الذى يحمل صام عن الكلام ثلاث ايام .. القصة الكاملة
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت
فوائد من قصة يونس عليه السلام
بيّنا من خلال الإجابة على تساؤل من هو النبي الذي ابتلعه الحوت أنّه يونس عليه السلام ، وقصته تحمل الكثير من العبر والفوائد التي ستظهر ، عليها وتتلخص هذه الفوائد فيما يأتي:[5]
- التأني وعدم الاستعجال: فكان على يونس -عليه السلام- أن لا يستعجل بالخضاء من قريته وأن لا يترك قومه قبل انقضاء الوقت المحدد لهم ، يجب عليك البقاء معهم وتذكيرهم ونصحهم ، ولولا استعجاله لما استحق غضب الله عليه.
- عدم الغضب: فالغضب كان سببًا في ضيق صدر يونس -عليه السلام- من قومه ودافعًا له لتركهم قبل أن يأذن الله له.
- الصبر: فالصبر مفتاح الفرج ، وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّرها ، فكانت توبة قوم يونس بعد رحيله درسًا من الله يُعلّم فيه نبيه -عليه السلام- بالتركيز الصبر والتسليم لقضاء الله.
- ماسك بالدعاء وحسن الظن بالله تعالى: ولعلّ ما دعا يونس -عليه السلام- بعد أن أبتلعه الحوت يُعدّ من الدعاء ، إذ أنّ أوله توحيد وأوسطه تسبيح وآخره استغفار ، كما أنّ رسول الله عليه وسلم قال: “دعوة ذي النُّونِ” هذا ، إلا أن لونه يمثل مسلمًا.
الدعاء هو السبيل الوحيد للنجاة، ولأن سيدنا يونس دعى الله وهو في ظلمات بطن الحوت بقلب صادق ويقين بالإجابة أخرجه الله من بطن الحوت سليم معافى، فسبحان الله لإذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، هو وحده القادر على ان يقلب موازين السماء والأرض من أجل عبده.