سبب تحريم أكل لحم الخنزير، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: “قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس”. صدق الله العظيم. مما سبق فإننا نستنتج حرمة لحم الخنزير، وهي حرمة لذاته، لأنها بها رجس كما عبرت الآية الكريمة، من هذا الباب، سنقوم خلال الأسطر القادمة من المقالة بالحديث التفصيلي عن سبب تحريم أكل لحم الخنزير وما الحكمة وراء ذلك التحريم، وسنشرح ذلك، تابعونا للتعرف على المزيد جول الموضوع.
سبب تحريم لحم الخنزير
قد تسأل عزيزي القارئ عن سبب تحريم لحم الخنزير مع أنه مخلوق من خلق الله، ولماذا خلقه حينها؟ فيما يلي لمحة عامة عن لحم الخنزير توضح لك لماذا حرم الله لحم الخنزير:
- الخنزير: هو الحيوان سبعي بهمي عشبي لحمي، ويأكل كل شيء؛ الفضلات والقاذورات والنجاسة.
- وهو حيوان مفترس يأكل الجرذان والفئران وكذلك الجيف حتى جيف أقرانه، وهنا تكمن فوائدها، فهي تنقذ الأرض من القذارة، وهي مكنسة حيوانية، وأضرارها للأمراض التي يحملها الخنزير داخل جسدها، حيث يبلغ عددها (450) مرضا، منها (57) طفيليات تنتقل للإنسان وتقتلهم، وهي المصدر الرئيسي للأمراض الوبائية.
- حيث يحتوي جسمه على (27) مرض وبائي.
- يساهم لحم الخنزير أيضا في تصلب الشرايين، حيث يحتوي على نسبة عالية جدا من الكوليسترول، على عكس الحيوانات الأخرى، ويؤدي إلى العقم وتليف الكبد وأنواع مختلفة من السرطان.
لماذا الخنزير لا ينظر إلى السماء
الحكمة وراء تحريم لحم الخنزير
قد كرم الله تعالى الإنسان وصنع له مخلوقات، ثم علمه كيف يستغلها لسد حاجاته من الطعام ونحوه.
- وقد أكد العلماء على تحريم كل ما حكم بالنجس أو أكل الطعام، ومن ذلك البول والبكارة والحشرات كالخنافس ونحوها.
- قلة النجاسة وقذارة الطعام، وقد أكد العلماء أن كل ما يحكم بالنجاسة أو الضرر من الأكل ونحوه حرام، والبول والإثارة والحشرات كالخنافس ونحوها، والقاعدة الثالثة: عدم النهي، فكل طعام حرام شرعا أكله، ويمكن الاستدلال على التحريم بإحدى الطرق الثلاث، إما بالنهي عنه، كما ورد في تحريم الدم، أو بالنهي. لأن النهي يتضمن النهي، كالنبي – صلى الله عليه وسلم – في النهي عن أكل كل فطر من الأسود مثلا، أو وصفه بالحقد والفسق، ومثال ذلك الخمر.
- لا يسمح الله تعالى للمسلمين بأكل إلا الخير من الطعام، فقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم).
- وهذا سبب لكمال سروره ومتعته في الجنة، لأن الناس قد أتقنوا اللذة في الجنة التي تحافظ على أنفسهم من المحرمات في الدنيا.
- للأغذية المباحة في الإسلام قيود خاصة، منها: أولا: ألا تكون ضارة، وهذا يتفق مع الأمر العام للمسلم بتجنب الضرر. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”
- وقد اتفق العلماء على تحريم كل ما فيه ضرر من الأكل والشرب من الدخان والفساد والسم، وكل ما قضى به الدواء في ضرر الأكل، والضوابط كذلك.
الأمراص البكتيرية التي يسببها لحم الخنزير
هذه الأمراض هي بالإضافة إلى الديدان المفلطحة والديدان الشريطية والديدان الخيطية والديدان الأسطوانية التي ينقلها هذا الحيوان البغيض إلى الإنسان، ومن هذه الأمراض:
- بكتيريا السلمونيا: التيفوئيد، وبارا التيفوئيد، والتسمم الغذائي هي أمراض تسببها السالمونيا.
- بكتيريا الحمرة (bacillus antharacis): تنتقل هذه البكتيريا الخبيثة من المضاربين والمدابغ على شكل صفيحة حمراء، وحرق اليدين، مصحوبة بدرجات حرارة عالية، وقشعريرة والتهاب الأوعية اللمفاوية.
الفيروسات التي يقوم بنقلها الخنزير للإنسان
هناك مجموعة من الأمراض الفيروسية التي تنتقل لنا عبر الحنزير سواء من خلال أكل لحمه، أو الاحتكاك به بأي صورة من الصور، ومن هذه الأمراض:
- فيروس التهاب الدماغ الياباني: يصيب الطيور وينتقل عن طريق البعوض إلى الخنازير، وبالتالي يصاب مربي الخنازير في شرق آسيا. يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ عند البشر، وفي بعض الحالات يموت.
- فيروس التهاب الدماغ وعضلة القلب: تتغذى الخنازير على الجرذان والجرذان التي تعتبر خزانا لهذا الفيروس الخطير، فتنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير إلى الإنسان، مما يتسبب في حدوث التهاب في المخ والقلب، مما يودي بحياة المصابين.
- فيروس نبا: في ماليزيا عام 1998، تعرف العالم على هذا الفيروس المميت، وأعراضه تشبه أعراض الأنفلونزا، ويعتقد الأطباء أن الفيروس أصاب خفاش الفاكهة الذي نقله بدوره إلى الخنازير، وقتل 117 شخصا. أثبتت المتابعة الطبية أن جميع المصابين كانوا على علاقة وثيقة بالخنازير، وبناء عليه قتلت الدوائر الصحية في ماليزيا مليون خنزير.
آداب الطعام في الإسلام
الغذاء له مجموعة من الآداب التي يجب على المسلم اتباعها، وفيما يلي شرح لبعض منها:
- غسل اليدين قبل تناول الطعام حتى يتخلص الإنسان من الأوساخ العالقة به.
- يبدأ الأكل بالتسمية، وإذا نسي الإنسان ذلك في أول الوجبة، فإنه يقول متى يتذكر: (بسم الله في بدايتها ونهايتها).
- الأكل باليد اليمنى إلا بعذر، ولا حرج في استعمال الملاعق ونحوها.
- الجلوس عند الأكل وتجنب الاتكاء.
- الانتظار حتى يبرد الطعام قليلا.
- عدم الاكثار والاسراف في الطعام.
- عدم ذم الطعام مهما كان، طالما أنه من الحلال المباح.
- عدم القيام بحركات منفرة للجالسين أثناء الطعام كالتجشؤ وغيره.
تعليل حرمة أكل لحم الخنزير من الشرع
شرح تحريم أكل لحم الخنزير من الشرع: لسبب واحد فقط في كتاب الله، وشرح واحد لتحريم أكل لحم الخنزير واستعماله والاستفادة منه، وهو أنه رجس من عمل الشيطان والرجس شيء حقير لا تقبله الطبيعة البشرية السليمة، وهو شرح كاف لاعتباره سببا في تحريمه كله، حيث يعتبر الخنزير من ذنوب نهى الشارع عنها لأنها قذرة في أصلها أو وصفها، كما ثبت أنها تؤذي الناس وأما صحتهم أو أموالهم أو أخلاقهم، فكل ذلك من المنكرات المحرمة شرعا.
تعليل تحريم أكل لحم الخنزير طيبا
شرح تحريم أكل لحم الخنزير طبيا: أثبتت بعض الدراسات الطبية العلمية أن للحم الخنزير صفات تجعله يختلف عن الحيوانات الأخرى. على عكس الحيوانات الأخرى، يعتبر لحم الخنزير أرضا خصبة ومخزنا للجراثيم والخطايا التي تلحق الضرر والأذى بجسم الإنسان، وقد دلت الدراسات على علاقة لحم الخنزير ببعض الأمراض، من خلال كونه سببا للطفيليات والبكتيريا والفيروسات، والعديد من الأمراض الأخرى.
- كما أن سبب كون الخنزير رجسا غير مكتسب. السبب لا يزول بزوال سببه. مثل إصابة الخنازير ببعض الأمراض كالأمراض الطفيلية والأمراض البكتيرية والأمراض الفيروسية.
- لأن هذه الأمراض مكتسبة ويمكن السيطرة عليها إما عن طريق العلاج بالمضادات الحيوية التي تستخدم ضد بعض مسببات الأمراض السابقة، أو باستخدام طريقة التطعيمات الوقائية؛ إنه شائع جدا ومستخدم؛ وعليه فإنه ينفي جميع الأسباب المكتسبة، ولا يعتبر سببا وجيها للتحريم.
- وفقا للدراسات التي أجراها البروفيسور روف، فإن تناول وجبة دسمة في المساء، تحتوي على لحم الخنزير، يعتبر مقدمة للانبثاث وذلك لأن لحم الخنزير يحتوي على هرمون النمو، وتأثير هذه اللحوم في رفع نسبة الكوليسترول في الدم، وهو كوليسترول الذرة الكبير مقارنة بالكوليسترول الطبيعي.
قدمنا خلال الأسطر التي سبقت من القمالة الإجابة على سبب تحريم أكل لحم الخنزير، وقمنا بشرح ذلك شرحا تفصيليا وافيا؛ بقصد فائدة المهتمين، ونرجو الفائدة للجميع.