هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين؟، وسط التراشق الإعلامي الكبير الذي تم رصده خلال اليومين الماضيين بين مغردين فلسطينيين و سعوديين عبر منصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك تويتر، تساءل كلا الشعبين هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين بعد الانحياز الذي أظهره بعض الفلسطينيين لما يعرف باسم محور المقاومة الذي يشمل اليمن و حركة أنصار الله “الحوثيين” الذين هاجموا المملكة و الإمارات العربية المتحدة أكثر من مرة بالإضافة إلى كونها من الجهات المعادية للتحالف العربي الذي تقوده المملكة.
هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين
مما لا شك فيه أن القضية الفلسطينية قد مرت بمنعطفات و محطات طويلة و مختلفة أيديولوجيا خلال العقود الماضية حيث طرح سؤال هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين أكثر من مرة بسبب التناقض الكبير الذي أظهره العديد أبناء الشعبين عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن دائما ما كانت الإجابة أن احتمالية قطع السعودية العلاقات مع فلسطين ضعيفة للغاية حيث أظهرت المملكة في أكثر من موقف دولي و محلي تضامنا كبيرا و دعما ملموسا لصالح الشعب الفلسطيني و لم تقم بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.
تاريخ دعم السعودية لفلسطين
عرفت المملكة العربية السعودية عبر التاريخ أنها من الدول العربية الداعمة لفلسطين على الرغم من المواقف التي أبدتها القيادة الفلسطينية و التي كانت في بعض الأحيان تتنافى مع مصالح المملكة أو توجهاتها السياسية، لكن السعودية أظهرت طيلة السنوات الماضية تفانيا و عروبة كبيرة خاصة فيما يتعلق بالدعم المادي و إنشاء العديد من المشاريع و دعم المواقف الصابة في مصلحة الفلسطينيين في المجالس الدولية، لذا يمكننا القول لكل من يتساءل هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين أن ذلك قد يكون شبه مستحيلا إذا لم يكن مستحيلا.
موقف السعودية من فلسطين
دائما ما كان موقف السعودية من فلسطين منحازا لقضية شعبها و أرضها المحتلة و هو موقف تشارك فيه جميع ملوك المملكة العربية السعودية منذ حكم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود وصولا إلى الملك الحالي و خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فعلى كل من يراهن أنه ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين عليه أن يراجع حساباته و ينظر إلى التاريخ و عمق العلاقات القومية و العروبية بين البلدين.
من المؤكد أن الشيء الوحيد الذي يمكن الرد به على كل من يتساءل هل ستقطع السعودية العلاقات مع فلسطين هو أن عمق العلاقات بين هتين الدولتين العربيتين لا يمكن اختزاله في مواقف عبثية كونه أشبه بالأخوة و التلاحم التاريخي.