من طرد الآشوريين من مصر، مر على مصر الكثير من الغزاة الطامعين في احتلال البلاد لما فيها من خيرات ولموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين قارات العالم المختلفة، حيث احتلها الآشوريين ومن ثم حاول احتلالها الفرنسيون ومن ثم البريطانيين، ولكن مصر كانت دائما تحرر نفسها وترفض الاحتلال، حيث انها تتمتع بشعب حر يرفض العبودية، فلم يستمر حكم الآشوريين كثيراً لمصر وانتهت إمبراطورتيهم وحضارتهم وبقيت مصر.
من هم الآشوريين
هم من مدينة آشور في شمال العراق حيث اقاموا حضارة في تلك المدينة، سُميت بالحضارة الآشورية، ويعتبرون من الساميين وهم اول من اعتنق الديانة المسيحية، حيث تمددوا في المدن المجاورة وسيطروا عليها، حيث كونوا امبراطورية عسكرية قوية، وحضارة ما زالت آثارها حتي اليوم، وامتدت إمبراطورتيهم من النيل حتى القوقاز، ومن أبرز ملوك هذه الإمبراطورية” آشور بانيبال، وتغلات فلاسر الثالث، وسرجون الثاني، وآسرحدون، وغيرهم من الملوك.
احتلال الآشوريين لمصر
كانت الامبراطوية الآشورية تعاني من بعض القلاقل والمشاكل في فلسطين وفينيقيا حيث اتهمت مصر بالوقوق وراء تلك القلائل، فجهز الملك أسرحدون حملة عسكرية لغزو مصر عام ستمائة وسبعة وسبعين قبل الميلاد، لتمكن من احتلال ما كان يعرف بمصر السفلى، وتوفي بعد ذلك الملك اسرحدون ليكمل من بعده ابنه آشوربانيبال الحملة العسكرية على مصر لينجح في احتلال كامل كصر.
من طرد الآشوريين من مصر
ابسماتيك الأول، وهو من الفراعنة العظماء، حيث يعتبر من الأسرة السادسة والعشرين، هو من قام بطرد الآشوريين من مصر، وأعاد توحيدها، ونقل العاصمة إلى سايس،ولم يطول حكم الآشوريين لمصر حيث استمر منذ العام ستمائة وسبعة وسبعين قبل الميلادي حتى تحرير مصر عام ستمائة وثلاثة وستين قبل الميلادي، حيث حكم ابسماتيك مصر ما يقارب أربعة وخمسين عاماً، ووحد مصر في العام الثامن من حكمه، وعمل على تنشيط الاقتصاد وبناء الجيش في فترة حكمه.
انتهت الإمبراطورية الآشورية ولم يبق لها ذكر، وهو حال جميع الامبراطوريات التي تتطلع إلى التوسع واحتلال بلاد الغير، فالأشوريون اليوم هم مجموعة من الأقليات المنتشرة في عدة دول، لوم يتبقى لهم لا امبراطورية ولا حضارة ولا دولة حتى.