كيف تتشكل البراكين وأسبابها ومراحل تكونها، يعرف البركان بأنه فتحة أو فوهة في سطح الأرض تتدفق من خلالها الصهارة والغازات الساخنة والرماد وشظايا الصخور من الأرض، ويتشكل البركان عندما تذوب أجزاء من طبقة الوشاح الصلب داخل الأرض وتتشكل سائل ساخن من الصخور المنصهرة المعروفة باسم الصهارة (الماغما) التي تتجمع في فجوات تسمى غرف الصهارة، وسنتعرف خلال الأسطر القادمة من المقالة بالتعرف على كيفية تشكل البراكين، أسبابها ومراحل تكونا. تابعونا لمعرفة ما يتعلق بالموضوع.
كيف تتشكل البراكين
من الجدير ذكره؛ أنه مع زيادة كمية الصهارة، يزداد الضغط، مما يتسبب في تشقق الصخور حول هذه الفجوات فتتشكل البراكين، وسنذكر الآن مراحل تكونها:
- ومن ثم ترتفع الصهارة عبر الشقوق إلى الأعلى، ولأنه أخف وزنا وكثافة من الصخور المحيطة به، فإنه يندفع مع ثوران البركان إلى سطح الأرض من خلال الحفرة البركانية على شكل حمم بركانية.
- بالإضافة إلى مواد أخرى مثل: الرماد البركاني، الغازات والزجاج البركاني مثل حجر السج (بالإنجليزية: Obsidian) والخفاف (بالإنجليزية: Pumice)، اعتمادًا على نوع الثوران البركاني.
النتائج التي تترتب على حدوث البراكين
ينتج عن انفجار البراكين خروج مواد متعددة، وتعتبر هذه المواد من النتائج التي تترتيب على حدوث البراكين، وهي التالي ذكره:
- الرماد البركاني: (بالإنجليزية: ash fall)، عبارة عن مادة ذات جزيئات صغيرة يبلغ قطرها أكثر بقليل من 2 ملم تنتشر على مساحات كبيرة أثناء ثوران البركان، ومن خصائص هذه الجسيمات أنها تكون صلبة، وقد تتسبب في تآكل وكشط بعض الأسطح التي تلامسها، والرماد البركاني مادة غير قابلة للذوبان في الماء، ومع ذلك فإنها تصبح موصلة للكهرباء عندما تكون رطبة، وقد يتسبب أيضا في حدوث ظاهرة الرعد والبرق نتيجة احتكاك الجسيمات ببعضها البعض أثناء اندفاعها، ويمكن أن يؤدي سقوط الرماد إلى تقليل الرؤية، وجعل الطرق زلقة مما يعيق حركة المرور عليها، وقد يتسبب سقوط الرماد حديثا في تكوين طبقة حمضية تهيج العينين والرئتين، وتلوث مصادر المياه المحلية، وتلف بعض النباتات، ويمكن أن تتراكم طبقة من الرماد بسرعة على أسطح المنازل، مما يؤدي إلى انهيارها، وقد يؤدي أيضا إلى إتلاف خطوط الكهرباء، ولكن مع ذلك قد يختلط الرماد البركاني بالتربة السطحية الخصبة في المناطق البركانية مع مرور الوقت.
- تدفقات الحطام الطينية أو اللاهار: وهي عبارة عن مزيج ساخن أو بارد من الماء، والحطام البركاني المتدفق أسفل منحدرات البركان، والذي يختلف في الحجم والسرعة حسب محتواه المائي، والحطام الصخري، ودرجة انحدار البركان، والتي تختلف في الحجم والسرعة حسب محتواها من الماء والحطام الصخري، وقد يتراوح عرض الصخور فيه من بضعة إلى مئات الأمتار، وقد يختلف العمق من عدة سنتيمترات إلى عشرات الأمتار، ويمكن أن تتراوح سرعة التدفق من بضعة أمتار إلى عشرات الأمتار في الثانية، ويمكن أن يزيد حجم هذه التدفقات إلى أكثر من عشرة أضعاف حجمها الأولي؛ نظرا لأنها تجرف المزيد من الصخور، وتمتص كمية إضافية من الماء أثناء تدفقها، وغالبا ما تحدث التدفقات الطينية في البراكين الطبقية التي يكون انفجارها متفجرا، مما ينتج عنه الكثير من الصخور المتصدعة والحجارة.
- تدفقات الحمم البركانية: تدفقات الحمم البركانية عبارة عن صخور منصهرة تتدفق من فوهة البركان، وقد تدفن الحمم وتحرق كل ما يمر في مسارها، لكنها تتدفق ببطء وعلى مسافات محدودة، حيث يمتد معظمها إلى أقل من 8 كيلومترات من النقطة من حدوث البركان مما يمنح الناس الوقت الكافي للهروب والابتعاد عن مسارهم بسرعة تتراوح بين 1-10 كم / ساعة، وأحيانا تصل سرعاتهم إلى أكثر من 30 كم / ساعة.
- تدفقات الفتات البركاني أو البيروكلاستيك: وهي عبارة عن خليط ساخن عالي الكثافة من الغازات وشظايا الصخور ذات الأحجام المختلفة، والتي تنزلق من فوهة البركان نحو قاع المنحدر البركاني غالبا بسرعة تزيد عن 80 كم / ساعة، باتجاه الوديان أو منخفضة مناطق الكذب التي تستقر فيها لتشكل طبقات بسماكات تتراوح من 1-200 م، وتدمر كل ما يمر في مسارها، وتكتسح الأبنية معها، وارتفاع درجة حرارة الغازات المتدفقة والتي تتراوح ما بين 200-700 درجة مئوية قد تسبب حرائق في المباني والغابات والأراضي الزراعية وفي بعض الأحيان تسبب إصابة خطيرة للإنسان والحيوان من الحروق، واستنشاق الرماد والغازات الساخنة.
- التفرا: هي شظايا من الصخور البركانية التي يتم إلقاؤها في الهواء أثناء ثوران البركان، حيث يتراوح قطر هذه الشظايا من أقل من 2 ملم إلى أكثر من متر واحد.
- الغازات البركانية: وتشمل ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وكلوريد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين، وتنبعث هذه الغازات أثناء ثوران البركان، وقد تتسرب أيضا بشكل مستمر من خلال التربة والحفر والمنافذ البركانية والأنظمة الحرارية المائية. بعض الغازات البركانية لها أضرار جسيمة على البيئة والمناخ، مثل: تلوث الهواء، والأمطار الحمضية الناتجة عن ثاني أكسيد الكبريت، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي قد يتراكم في المناطق المنخفضة، يترسب في التربة مسببا ضررا كبيرا للإنسان والحيوان والنبات، ويمكن للغازات المنبعثة من طبقة الستراتوسفير أن تساهم في خفض درجة حرارة سطح الأرض واستنزاف طبقة الأوزون، أما جزيئات الفلور المركزة في حبيبات الرماد البركاني، مما يسبب ضررا كبيرا للحيوانات عند دخولها أجسامها.
- الغازات البركانية: وتشمل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وكلوريد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين، وتنبعث هذه الغازات أثناء ثوران البركان. بعض الغازات البركانية لها أضرار جسيمة على البيئة والمناخ، مثل: تلوث الهواء، والأمطار الحمضية الناتجة عن ثاني أكسيد الكبريت، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي قد يتراكم في المناطق المنخفضة ويستقر في التربة، مما يسبب ضررا كبيرا للإنسان والحيوان والنبات، ويمكن للغازات المنبعثة من طبقة الستراتوسفير أن تساهم في خفض درجة حرارة سطح الأرض واستنزاف طبقة الأوزون، أما جزيئات الفلور المركزة في حبيبات الرماد البركاني فهي تسبب كميات كبيرة تؤذي الحيوانات عندما تدخل أجسامها.
مناطق حدوث البراكين
هناك ثلاث مناطق رئيسية تنشأ فيها البراكين، وسنقوم بذكر هذه المناطق مع شرح لكل منطقة من هذه المناطق، وهي كالتالي:
- النقاط الساخنة (Hot Spots)، وهي بقع في الأرض ترتفع فيها درجات الحرارة، مما يجبر الصهارة على الصعود إلى السطح من خلال الوشاح وقشرة الأرض، لتشكل مراكز نشاط بركاني، وجزر هاواي مثال للجزر البركانية التي تشكلت فوق النقاط الساخنة.
- حدود الصفائح المتباعدة: تتحرك الصفائح التكتونية بعيدا عن بعضها البعض عند الحدود المتباعدة، وينتج عن هذا الاختلاف حدوث شقوق وتشققات في قشرة الأرض بين الصفيحتين، وبالتالي فإن الصهارة من الوشاح تدفع نحو سطح الأرض لملء هذه الفراغات، ومن ثم يخرج على السطح على شكل حمم بركانية، تبرد وتتصلب لتشكل صخور بازلتية، وتجدر الإشارة إلى أن الصخور البازلتية هي الأكثر وفرة بين صخور القشرة الأرضية.
- حدود الصفائح المتقاربة: تعد حدود الصفائح المتقاربة موقعا شائعا لتكوين البراكين، عندما تصطدم صفيحتان مع بعضهما البعض، تقع الصفيحة المحيطية ذات الكثافة الأعلى تحت الصفيحة ذات الكثافة المنخفضة، مما يؤدي إلى النشاط البركاني، والصهارة تدفع لأعلى، ومن الأمثلة على البراكين التي تشكلت بهذه الطريقة البراكين الواقعة على طول المحيط الهادي، والمعروفة باسم حلقة النار.
قدمنا لكم خلال الاسطر التي سبقت من المقالة الإجابة على سؤال كيف تتشكل البراكين وأسبابها ومراحل تكونها، بقصد التسهيل على المهتمين وإفادتهم، ونرجو الاستفادة للجميع.