هل اللاشعور حقيقة علمية ام مجرد افتراض فلسفي، لقد كان أثر التطور الكبير في الدراسات النفسية خلال العصر الحديث كبير في مجال علم النفس، وذلك من خلال الاعتراف بأنه يوجد هناك جانب كبير من الحياة النفسية لا يمكن ملاحظته بسهولة، وأًصبح تفسير سلوكات الإنسان تحمل المذهب الشعوري واللاشعوري، والتي أثارت جدل واسع في الأوساط الفكرية والفلسفية، منهم من رفض المذهب اللاشعور على أنها لا تتوفر على شروط الفرض العلمي، فيما أكد اصحاب الاتجاه الثاني على اعتبرها فرضية علمية وضرورية من أجل فهم ما لا يمكن تفسيره بشكل شعوري، فهل اللاشعور حقيقة علمية ام مجرد افتراض فلسفي.
ما هي نظرية اللاشعور
إن اجرائية فرضية للاشعور تظهر في مظاهر الحياة النفسية التي لا يمكن تفسيرها عند الوقوف عن الحياة الشعورية في المظاهر المختلفة، وعليه فإن مجهود المحلل النفسي يتركز على ملاحظة الشعور ملاحظة دقيقة ليتمكن من أن يكتشف المظاهر اللاشعورية التي تختبئ وراءها، وتساعد هذه النظرية على إلقاء الضوء في حالات المرض النفسي.
اللاشعور حقيقة علمية ام مجرد افتراض فلسفي
ان تفسير الحياة النفسية كانت تستقر على أن الحالة شعورية واعية وأن سلوم لدى الإنسان له أسباب ويوجد تتطابق بين النفس والشعور، ولكن هناك أسئلة تم توجيهها من قبل مصدر السلوكات الإنسانية غير المفهومة، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن مركز آخر في الحياة النفسية التي يرجع إليه السلوكات غير الواعية والتي تعرف باسم اللاشعور، فهو عبارة عن عدد من العوامل والعمليات والدوافع التي يمكن أن تؤثر في سلوك الفرد وتفكيره ومشاعره، دون الشعور بها أو كيفية حدوثها وتأثيرها، فيما اختلفت الاراء حول حقيقة اللاشعور منهم من فسر على أنه علمي ومنهم على أنه مذهب فلسفي.
اللاشعور حقيقة علمية
ذهب المحلل النفسي برويد وسيغموند فرويد إلى تبرير الموقف على أساس الحجج العلمية وذلك وفق نتائج الابحاث في معالجة مرض الهستيريا التي توصلت إلى اكتشاف علاقة بين الامراض النفسية العصبية والنشاطات النفسية اللاشعورية، بالاعتماد على على منهج للتحليل النفسي الذي يعد دليل على المذهب العلمي، وعلى وجه الخصوص في علاج بعض الاضطرابات النفسية فانتشار العيادات النفسية في مختلف أنحاء العالم هو احد أبرز الانجازات العلمية لمدرسة التحليل النفسي، واصبح مكان لعلاج العديد من الامراض والعقد النفسية التي كانت مستعصية فيما قبل.
اللاشعور مجرد افتراض فلسفي
ذهب علماء النفس المعاصرين على اعتبار ان اللاشعور هو مجرد افتراض فلسفي ولا يعد من ضمن النظريات العلمية القائمة بذاتها، ومن أبرز مشجعي هذا المذهب العالم الفرد آدلر وكارل يونغ، الذين استندوا إلى تبرير الموقف من خلال ظهور الاتجاهات داخل الفرويدية التي حاولت إعادة تفسير الخطاب الفرويدي والتي تعتبر محاولة الطبيب والمحلل النفسي آدلر، لذلك تعتبر من الحاجات الاجتماعية الهامة.
لقد بقي الاختلاف بين المفكرين والفلاسفة على اعتبار اللاشعور بأنه مجرد حقيقة علمية وبين أنها افتراض فلسفي، ولكل فريق منهم مجموعة من الحجج والبراهين التي استندوا عليها.