لماذا امرنا الله ان نغض من اصواتنا، لقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق وشرع لهم شرائع وأحكام وقد جاءت هذه الأوامر والنواهي بما يحافظ على البنية الإنسانية والأخلاقية للناس، ومن أشهر هذه الأوامر والوصايا ما جاء في القران الكريم على لسان لقمان الحكيم وهو يوصي ولده بعدة وصايا جمعت بين العلم والحكمة والآداب والأخلاق، وكان من ضمن هذه الوصايا التي أثنى عليها ربنا وأكد الامر بها هي خفض الصوت.
لماذا امرنا الله ان نغض من أصواتنا
لقد جاء الشرع الحنيف بالمحافظة على الكيان الإنساني والأخلاقي للمسلم، ومن ضمن ما جاء به شرعنا وهو الأمر بغض الصوت، وذلك لما يوحيه رفع الصوت من نكارة وقبح المنظر، ونفرة السامع من المتحدث، وقد صور الله عز وجل هذا الأمر بصوت الحمير وهو من أشنع الصفات وأصعبها، وكذلك لما يسببه رفع الصوت من إزعاج الآخرين، ومما يشير إليه المختصون أن رفع الصوت من قبل المتحدث يدل على ضعف حجته واهتزاز شخصيته.
المواطن التي ينبغي فيها خفض الصوت
ينبغي على كل مسلم حريص على أن لا يغضب الله عز وجل ويمتثل لأوامره أن يتحين المواطن التي ينبغي له فيها خفض صوته ومنها ما يلي:
- يجب خفض الصوت في حضور الوالدين وعند الحديث معهما فإنه من باب البر وإلا أصبح عاقاً لهما.
- يجب خفض الصوت في بيوت الله عز وجل، فهذه مواطن العبادة والسكون والتدبر.
- ينبغي غض الصوت في الحديث مع الناس وفي الطرقات وفي الأماكن العامة حتى لا تسبب الازعاج للآخرين.
- غض الصوت عند سماع الأحكام الشرعية وتلاوة القران والحديث الشريف امتثالاً للآية القرآنية.
خفض الصوت من الأخلاق السامية
يعبر خفض الصوت على حسن خلق المتحدث، فقد نبه عليه ربنا جل وعلا في عدة مواضع من القران الكريم من ضمنها ما جاء في وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه، ( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)، وقد جاء التنبيه الآخر في سورة سميت بسورة الآداب وهي سورة الحجرات حيث قال ربنا سبحانه وتعالى: ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى)، إذا فغض الصوت هو من الأخلاق السامية التي جاء القران بالأمر بها والحث عليها وجعلها من مواطن التقوى.
تحدثنا في هذه المقالة عن لماذا امرنا الله ان نغض من اصواتنا، حيث جاءت عدة آيات في القران الكريم تحث على خفض الصوت وجعله باب من أبواب التقوى وحسن الخلق، وقد تحدثنا عن المواطن التي ينبغي على المسلم خفض صوته فيها.