اول مسجد بني في الاسلام، ان الاعتناء في المساجد من الأمور المهمة التي يجب على المؤمن أن يراعها خاصة وأن بيوت الله هي البيوت التي يتم فيها ممارسة العبادة والتي يتم فيها التقرب إلى الله سواء بالصلاة أو بالدعاء وحتى في الكثير من المناسبات التي تكون المساجد جزء كبير منها، لذا من المهم الاعتناء بالمسجد وجعله على صورة جميلة تليق بالمسلمين أجمعين، ومن أجل ذلك كانت المحاولات من أجل العمل على ترميم المساجد مستمرة في كل أنحاء العالم الإسلامي من أجل عكس صورة جميلة عن التاريخ الإسلامي الأصيل، التي تعد المساجد جزء مهم لا يتجزأ منه.
اول مسجد في الاسلام
يعتبر مسجد قباء هو أول مسجد تم بناؤه في الإسلام؛ وقد أشرف على تأسيسه النبي محمد عليه السلام بعد أن قدم إلى المدينة المنورة، حيث عمل في بني عمرو بن عوف لمدة قاربت على أربعة عشر ليلة، وقد بُني خلالها المسجد بشكل كامل قبل أن يعمل على استكمال مسيرة هجرته، هذا وقد كان المسجد يحظى باهتمام المسلمون على مرّ العصور؛ حيث كانت هناك العديد من الإجراءات التي ساهمت في تجديده والعمل على توسعته أكثر من مرة، إلى أن أصبح مختلفاً عن الهيئة الأولى التي كان عليها في أول مرة تم بناؤها فيه، حيث جاءت هذه التوسيعات من قبل الخلفاء الراشدين الذين عملوا على توسعة مسجد قباء: ومن هؤلاء الخلفاء الخليفة عثمان بن عفان، والخليفة -عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، حيث يبلغ مساحة مسجد قباء مع وجود المرافق التي تتبع له قرابة ثلاثة عشر ألفٍ وخمسمئة متراً.
فضل الصلاة في مسجد قباء
ان فرضة الصلاة لها ثواب كبير عن المؤمن وتأدية الصلاة سواء بالشكل الصحيح أو في مبارك يعد من تمام الصلاة ومن زيادة الثواب فيها حيث أن للصلاة بمسجد قباء الكثير من الفضل وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على الخروج من بيته في كل يوم من أيام السبت وهو يمشي على قدمية أو يكون راكباً على دابته من أجل الصلاة فيه، وقد ذكر النبي -عليه السلام- بالسنة النبوية أن أجر الصلاة بمسجد قباء، له ثواب كبير عن الله فقد قال: (من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ)، وقد جاءت تفسير العلماء ومن ضمنهم العلّامة ابن باز -طيب الله ثراه- أنّ الأجر المذكور بالحديث للذي خرج من بيته وهو مطّهر وهو يقصد الصلاة بمسجد قباء، أمّا من كان من الجيران المقربين من المسجد أو من الرحالين الذين يمروا من جانبه عن غير قصد فصلّى في المسجد؛ فهذا يكون له أجرٌ كبير للصلاة فيه، مع ذلك فلا يُكتب لهم أجر عمرة.
تسمية مسجد قباء بهذا الاسم
لقد ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي بكتابه في معجم البلدان أن معنى كلمة قباء: جاءت من أصل اسم بئر وقد عرفت القرية بها، وهي تكون من ضمن مساكن بني عمرو بن عوف، حيث تم تسمية المسجد بمسجد قباء كون النبي محمد عليه السلام بطريقه للمدينة كان قد مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وقد بنى في ذلك المكان مسجداً فسمي مسجد قباء.
يعتبر مسد قباء من المساجد الجميلة التي أصبحت اليوم تشع بالجمال والنور، حيث أخذ المسجد العديد من التصاميم الجديدة التي أخذت شكل 6 قباب كبيرة متشابكة مع بعضها البعض، وحولها 56 قبة صغيرة، كما يحتوي المسجد على فناء داخلي بهي المنظر وفيه العديد من الأروقة الجميلة التي تزين المسجد.