هل التفكير الزائد مرض نفسي، وكيف يمكن الاستدلال عليه، جوهر التفكير وحقيقته هو أمر طبيعي وضعه الله في الانسان، ووهبه اياه كجزء من تكوينه وتركيبه الخلقي، وفي القرآن ما يدل على ذلك، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: “وفي أنفسكم أفلا تبصرون” وقال في موضع آخر: “لعلهم يتفكرون” من هنا نستطيع استخلاص جوهرية التفكير في الانسان وأن الانسان لا يستطيع الحياة بدون تفكير، فالتفكير هي النقطة التي ميز الله بها عباده عن بقية المخلوقات الأخرى، مثل الحيوان وغيرها، فالعقل الذي هو مصدر التفكير هو ما يتميز به الانسان، ويجب على صاحب التفكير الاهتمام بتنسيق وموازاة التفكير ولا يزيد حتى لا يمرض.
التفكير الزائد في علم النفس
هناك حد معين من التفكير ومستوى محدد من قبل مدارس علم النفس المختلفة لتحديد نسبة التفكير عند الانسان العادي وهي النسبة المناسبة في هذا السياق وهي النسبة التي تؤكد سلامة وسواء العقل الذي يفكر وهي معايير صحية نفسيا:
- ليس كل تفكير زائد هو مرض، ربما انشغال في نائبة من نوائب الدنيا وهذا طبع الانسان الذي يعيش، فهو معرض للكثير من المصائب التي تشغله بمستوى تفكير أعلى قد يؤثر عليه ويحدث فيه عطبا.
- التفكير الزائد حددته مدارس علم النفس هو التفكير الذي يفوق حجم ما يفكر فيه الانسان من أمر أو فكرة أو خاطرة، واذا زاد عن المستوى المناسب فإنه يصبح في عداد المأزومين.
كثرة التفكير والتخيل
ليس على الدوام يكون التفكير سلبيا، وليس دائما كثرته خطأ، فكثرة التفكير في العلم والابداع تجعل النشاطات خلّاق وتمنح الانسان قدرة على الابداع والتميز وقطع أشواطا مهمة في رحلته المعرفية:
- التخيل يقود إلى الفن في مستواه الطبيعي ولكن اذا زاد عن حده فإنه يسلب الانسان من واقعه، ويأخذ من القضايا التي يجب أن يفكر فيها بمنطق وعقلانية.
- التفكير مهم في حياة كل منا ولكن ليس بمستوياته المرتفعة التي تؤذي خط سير الصحة النفسية، فالتفكير المعقول يقود الى نتائج معقولة وكذلك التخيل، وبقية ما هو وجداني وذات قيمة.
علاج التفكير اللاإرادي
منذ باية التفكير ونشأته، ليس هناك علاجا مناسبا له أهم من القدرة على السيطرة والانتباه للذات وترتيب المسائل والأولويات حتى يحدد الانسان من خلالها مستوى معين للتفكير في حياته، يجعله في المنطقة الآمنة التي تحميه من اضطرابات التفكير الزائدة، ومع تطور علم النفس فقد ظهرت الكثير من العقارات التي تعمل على التحكم في التفكير والسيطرة عليه، وبعض من آيات القرآن تكون مفيدة جدا للسيطرة على التفكير اللاإرادي ومنح الانسان راحة من هذا التفكير.
قدمنا لكم خلال الأسطر التي سبقت من المقالة والاجابة على سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي، وكيف يمكن الاستدلال عليه ونرجو الفائدة.