هل المولد النبوي حرام، ولد سيد الخلق وأشرف المرسلين سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم في عام 571م في عام الفيل، والذي كان مجيئه رحمة للعالمين ونور للحق والهداية، فحمل رسالة الإسلام العظيم وبدأ بالدعوة إلى الله تعالى وتوحيده وترك عبادة الأصنام، جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد وتحمل في سبيل ذلك كل أنواع الأذى من الكفار والمشركين، تكريماً له وتعظيماً لشعائر الله تعالى، يقوم المسلمين بالاحتفال بالمولد النبوي، فيما تساءل البعض هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام وما هي الأدلة الشرعية التي تفيد أو تنفي ذلك.
ما هو الاحتفال بالمولد النبوي
الاحتفال بالمولد النبوي، هو أحد المراسم والطقوس الدينية التي يقوم بها المسلمين احتفالاً لذكرى مولد الرسول صلّ الله عليه وسلم، وقد عرفه العلماء بأنه تجمع المسلمين من أجل قراءة القرآن الكريم والاستماع إلى سيرة الرسول صلّ الله عليه وسلم، والإعجاز الذي حدث في ولادة أشرف الخلق، ومن ثم يغنون الترانيم المختلفة، ويأكلون وجبة خيرية، وينتهي الاحتفال بخطبة قصيرة من أحد العلماء أو الشيوخ.
هل المولد النبوي حرام
لقد وضح العلماء وأهل الدين أن الاحتفالل بالمولد النبوي يكون على صورتين إحدهما مرفوضة بإجماع العلماء، والطريقة الاخرى مختلف في حكمها بين أهل العلم، حيث أن الطريقة المرفوضة هي أن يتضمن الاحتفال بالمولد النبوي على أمر محرم شرعاً، كالغلو في وصف الرسول أو نسب إحدى الصفات الألوهية إليه، والطريقة الاخرى وهي مختلف فيها من قبل جمع العلماء وهي أن يجتمع الناس في ذكرى مولد الرسول لقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى السيرة النبوية المطرة، والشمائل المحمدية، ومن ثم يصلون على الرسول وينشدون الترانيم في مدحه، فقد ذهب البعض إلى جواز الاحتفال بهذه الطريقة فيما خالفهم فريق آخر بكراهو هذا النوع من الاحتفالات.
كيفية الاحتفال بالمولد النبوي
قد أجاز بعض العلماء الاحتفال بالمولد النبوي من خلال المظاهر المشروعة كقراءة القرآن الكريم، وذكر سيرة الرسول صلّ الله عليه وسلم، وإحياء سنته، والتحدث عى فضائله وصفاته ومناقبه، وقراءة القصائد التي تمدحه، والأناشيد والترانيم المقدسة، ولكن يجب الابتعاد عن المظاهر التي تدخل فيها الحرمانية من استخدام الالات الموسيقة أو الرقص، أو الاختلاط بين الرجال والناس.
الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي
وردت العديد من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدل على جواز الاحتفال بذكر المولد النبوي للرسول صلّ الله عليه وسلم، والتي فسرها العلماء وأهل الدين الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي، ومن تلك الأدلة:
- ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحتفل بميلاده الشريف؛ إذ كان يصوم يوم الاثنين؛ لأنّه يوم ميلاده كما ورد في الحديث الصحيح الذي ورد عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه-، والذي سبق ذِكره، وفيه دليلٌ على جواز الاهتمام بمثل ذلك اليوم المبارك بفعل عبادةٍ مُعيَّنةٍ، كالصوم، أو ما تيسّر من العبادات بشرط عدم مُخالفة الشَّرع.
- أمر الله -تعالى- بتعظيم شعائره؛ إذ قال: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ويُمكن القول إنّ الاحتفال بالمولد النبويّ من تعظيم شعائر الله -تعالى-، لا سيّما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو الذي جاء بالشعائر، وأحيا القلوب، وأخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
ختاماً، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي تعرفنا على من خلاله على تساءل هل المولد النبوي حرام، الأمر الذي اختلف فيه العلماء وأهل الدين فمنهم من أجازه ومنهم من كرهه، ولكل منهم أدلة تؤيد رأيهم.