ماذا كان موقف المنافقين في غزوة الأحزاب، أظهرت الغزوات التي شنها الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام في سبيل نشر الدعوة الإسلامية و الدفاع عن حمى المسلمين و أراضيهم الكثير من العبر و الحكم المهمة التي نسترشد بها إلى يومنا هذا، منها غزوة الأحزاب التي تعرف أيضا باسم غزوة الخندق، التي اعتبرت من أشد الغزوات بسبب اجتماع قبائل المشركين على المسلمين في المدينة لقتالهم و حفر المسلمين للخندق بنصيحة من سليمان الفارسي، و لكن ماذا كان موقف المنافقين في غزوة الأحزاب؟
غزوة الأحزاب (الخندق)
بعد أن عم السلام شبه الجزيرة العربية أكثر من عام واحد، قام يهود خيبر بنشر الفتن و تدبير المؤامرات للإطاحة بحكم المسلمين لما أذاقوهم من ذل و هوان استحقوه، حيث بدأوا في إعداد العدوة و ارسال عشرون رجلا من زعماء اليهود و سادات بني النضير إلى قريش مكة لتحريضهم على قتال المسلمين، ثم توجهوا إلى غطفان و باقي قبائل العرب الذين اجتمعوا ضد المسلمين و على رأسهم أبو سفيان في جيش يزيد تعداده عن 10 آلاف مقاتل. لكن أرسل الله لنبينا الكريم الصحابي سلمان الفارسي الذي أشار عليه قائلا ” إنا في أرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا”، فباشر المسلمون بحفر الخندق حول المدينة و بقوا محاصرين من قبل المشركين شهرا كاملا، إلا أن إرادة الله شاءت أن ينصر نبيه الكريم و صحابته و عباده على المشركين و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده.
ماذا كان موقف المنافقين في غزوة الأحزاب
إن أردتم أن تعرفوا ماذا كان موقف المنافقين في غزوة الأحزاب، فقد كان موقفهم بطبيعة الحال موقفا انهزاميا، حيث امتازوا بالتكذيب و الشك و التشكيك في وعد الله و رسوله بالنصر على المشركين في هذه الغزوة أيضا، حيث أبرز الله موقفهم في محكم تنزيله قائلا ” و إذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله إلى غرورا”.
دروس مستفادة من غزوة الخندق
هناك العديد من الدروس و الحكم المستفادة من غزوة الخندق، و التي بينها لنا الصحابة الكرام و المفسرين و المؤرخين المسلمين، و التي تعتبر أحد نتائج موقف المنافقين في غزوة الأحزاب، إليكم الدروس المستفادة من هذه الغزوة المباركة:
- خداع الأعداء و تشتيت جمعهم كما قام الصحابي نعيم بن مسعود بطلب من رسول الله يؤدي إلى هزيمتهم و يعد انتصارا للحق على الباطل.
- قبول الإسلام للثقافات الأخرى و الاستفادة منها بما يتوافق مع الشريعة، كما فعل الرسول عندما سمع بمشروعة سلمان الفارسي في حفر الخنادق كما فعل الفرس من قبل.
- الصبر و الإيمان المطلق بالله و برسوله الكريم في تحقيق النصر، فما النصر إلا صبر ساعة و الله لا يخذل عباده الصالحين.
في الختام، نرجو أن نكون قد أجملنا كل ما يتعلق بغزوة الأحزاب (الخندق)، و أجنبا على السؤال ماذا كان موقف المنافقين في غزوة الأحزاب و ما هي الدروس و العبر المستفادة منها.