لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم، يعتبر القرآن الكريم من الكتب السماوية التي أنزلها الله على سيدنا محمد عليه السلام، حيث يوجد في هذا الكتاب المبارك دستور كامل للتعامل مع هذه الحياة، وهي طريقة من أجل ايصال المعاني التي يحملها القرآن بشتى الطرق المناسبة، سواء من خلال التحذير أو من خلال السرد القصصي أو من خلال الحكمة، وغيرها من الطرق التي اعتمد عليها القرآن في إيصال رسائله، لقد قسم القرآن إلى مئة وأربعة عشرة سورة، حيث أن هذه السور تنقسم ما بين سور مكية وصور أخرى مدنية، وذلك على حسب الزمان وعلى حسب المكان التي نزلت فيها السورة، وهناك الكثير من المعاني والمقاصد التي جاءت بها هذه السور حتى يدرك الإنسان طريقه السليم.
لماذا سميت سورة يونس
تعتبر سورة يونس من السور الجميلة التي فيها الحكمة والعبرة، فهي سورة مكية باستثناء الآيات 40 و94 و96 فهي آيات مدنية، عدد آياتها يبلغ 109، أما عن ترتيبها بالمصحف فهو 10، بالجزء الحادي عشر، كما أنها نزلت بعد سورة الإسراء، وقد شرعت بحروف مقطعة بقوله تعالى: “الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ”، وقد ذكر فيها العديد من الحكايات والقص الخاصة بالأنبياء ومن ضمن هذه القصص حكاية النبي يونس وقد سُميت السورة باسمه، كما يقال أن المراد بالحروف التي جاءت في القرآن الكريم مقطعة بسورة يونس هو إعجاز علمي في القرآن الكريم فلو تم جمعها مع فواتح عدد من السور مثل الميم والنون والحاء لوجدها أنها تجمع اسم من أسماء الله الحسنى وهو اسم الرحمن، كما يرجح المراد من هذه الحروف المقطعة بسورة يونس إلى حكمة لا يعلم سرها إلا الله.
سبب تسمية سورة يونس بهذا الاسم
لقد سميت سورة يونس بهذا الاسم نسبة لسيدنا يونس عليه السلام، وقد اشتملت قصة النبي يونس، على العديد من المعاني القيمة التي تحمل في تفاصيلها الكثير من الحكم والعبر، حيث كان مقصدها الرئيسي هو العقيدة الإسلامية والمباشرة في الدعوة الإسلامية التي تدعو إلى الإيمان بالله تعالى، وقد سميت سورة يونس بهذا الاسم كونها سورة جاءت فيها ذكر قصة سيدنا يونس عليه السلام مع قومه، حيث تدور القصة حول حكاية قوم سيدنا يونس مع القوم الذين كذبوا وكفروا بعد أن آمنوا، فأنزل عليهم الله هذا القول “فلولا كانت قرية آمن فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين”.
أسباب نزول سورة يونس
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى سبب نزول سورة يونس حيث جاءت عدد من الأسباب في موضعين بالسورة، الأول ما جاء في قوله تعالى “أكان للناس عجبًا أن أوحينا إلى رجل منهم أن نبَّه الناس”، وهذا كون الناس عندما أرسل الله تعالى إليهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام لليهود قاموا بإنكار ما جاء به وكذبوه، لذلك نزل الله هذه الآية حتى يدركوا أنه رسالته حق، أما بما يخص الموضع الثاني فهو يشكل بقول الله تعالى “وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”.
كما يقال إنها قد نزلت بمشركي مكة، وهم خمسة أشخاص، عبد الله بن أبي أمية المخزومي، والعاصي بن عامر والوليد بن المغيرة ومكرز حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري، وقتها قالوا لرسول الله: “ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى.”