أنزل الله سبحانه و تعالى القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و حفظه في لوحه المحفوظ من الضياع و التحريف كما وضح لنا في كتابه الكريم، و لكن مع كثرة الغزوات التي شنها الصحابة الكرام و اتساع رقعة انتشار الإسلام، قتل العديد من الصحابة الحافظين للقرآن مما دفع الرسول إلى أمر الصحابة بكتابة القرآن و تدوينه، و قد برز في التاريخ الإسلامي أن الخليفة الذي جمع الناس على مصحف واحد وبلفظ واحد هو عثمان ابن عفان رضي الله عنه.
أول من جمع القرآن الكريم من الخلفاء الراشدين
إن الخليفة الذي جمع الناس على مصحف واحد و بلفظ واحد هو الصحابي و الخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله عنه، حيث قام بتدوينه و ارسال نسخة منه إلى بلاد الأنصار لتوحيد لفظه و آياته بعد كثرة الوافدين إلى الإسلام و اختلاط الألسن، و قد كان تدوينه و جمعه للقرآن هو الجمع الثاني له.
سبب جمع القرآن في عهد عثمان
كما أوردنا أعلاه، فقد كان سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه نتيجة لاتساع الدولة الإسلامية جغرافيا و دخول العديد من الأعاجم الذين يتحدثون بلغات مختلفة في دين الإسلام، عدا عن كونه قد تم تجميعه و تدوينه في السابق خوفا من ضياعه و دخول الأخطاء فيه أو تحريفه من قبل أعداء الإسلام و الأمة و استشهاد العديد من حفظة القرآن الكريم من الصحابة الكرام.
من هو الخليفة الذي جمع القرآن
الخليفة الرشيد الذي جمع القرآن الكريم هو عثمان ابن عفان المكني بـ ” أبو عبدالله”، و اسمه الكامل هو عثمان بن عفان الأموي القرشي، ولد عام 576 ميلادي و توفاه الله عام 656 ميلادي. هو ثالث الخلفاء الراشدين و واحد من العشرة المبشرين بالجنة، و قد كان من الصحابة السابقين في الدخول إلى الإسلام. كما و يعرف أيضا بأنه يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه و سلم و هما رقية و أم كلثوم رضي الله عنهما، و قد اشتهر بجمعه للقرآن الكريم في عهد خلافته و جمع الأمة على لفظ واحد للقرآن الكريم.
بعد أن عرفنا مسيرة جمع القرآن الكريم و ترتيبه و أن الخليفة الذي جمع الناس على مصحف واحد و بلفظ واحد هو عثمان بن عفان، يجب أن نوضح أن قيام الخليفة بحرق الصحف التي كانت لدى حفصة و ما دون المصحف الذي جمعه لا اثم فيه أو ضرار، و ذلك لأنه في منفعة الدين و حفظا للقرآن الكريم.