لماذا سمي عثمان بن عفان بذي النورين، لقد كانت دعوة رسول الله عليه السلام مستمرة وكانت تمتر بالكثير من المصاعب التي خاضها الرسول عليه السلام، لكن الله أيّد النبي بمن هم أهل قوة وثقة وحكمة، فكما حظي الرسول عليه السلام بالعداء من أعداء الدين الإسلامي فقد أيده الله بمن يدافع عنه ويزود عن الدين وعن أذية محمد عليه السلام وأتباعه، ما جعلهم شركاء معه في نشر الدين وفي تحقيق رسالة الدعوة وانتشارها في كل انحاء العالم. ومن هؤلاء الشخصيات المميزة التي ظلت مع الرسول عليه السلام داعمة ومساندة له، الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه.
عثمان بن عفان
الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أمه هي أروى بنت كريز وأم أروى تكون أم حكيم، المعروفة بالبيضاء وهي عمة رسول الله، “عليه السلام”، بنت عبد المطلب، وقد كان يكنى “أبو عمرو”، في وقت الجاهلية، ولكن عندما دخل في الإسلام سمي “أبو عبد الله”، أما عبد الله ابنه فهو من السيدة رقية بنت النبي “عليه السلام”. لقد كان من الصحابة الكرام الذين أحبهم الرسول عليه السلام وقربهم إليهم حتى أنه تزوج ابنتين من بنات رسول الله.
سبب تسمية عثمان بن عفان بذي النورين
السبب من وراء تمسية عثمان بن عفان بذي النورين، أن هذا اللقب قد اكتسبه لعدد من الأسباب منها أنه كانت لديه كنيتان. والسبب الثاني والأرجح أنه قد تزوج من ابنتي رسول الله -عليه السلام- زوجته الأولى من رقية ومن أم كلثوم، وهو القول الأكثر شهرة. وهناك بعض الآراء التي تقول أن عثمان كان يقرأ القرآن الكريم في صلاةِ الوتر، ومن أجل ذلك يكون القرآن الكريم له نور، مع وجود نور ثاني وهو صلاة قيام الليل، وسبب آخر أنه كان لعثمان سخاءان، الأول كان قبل الإسلام، والثاني بعد الإسلام. وسبب آخر أنه عند دخوله الجنة سوف تبرق له برقتان. إسلام عثمان بن عفّان
إسلام عثمان بن عفان
لقد كان إسلام الصحابي الجليل عثمان بن عفان -عليه السلام- مع بداية الدعوة الإسلامية، حيث كانت تلك سابقة لدخول رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث كان عمره في الوقت الذي أعلن فيه إسلامه قرابة الثلاثين عاماً، حيث أسلم عثمان بن عفان على يدي الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ وقد دعاه إلى الإسلام. وقال له: (ويحَكَ يا عثمان، والله إنّك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحقُّ من الباطلِ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارةً صمّاء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضرّ، ولا تنفع؟ فقال: بلى، واللَّه إنّها كذلك، قال أبو بكر: هذا محمّد بن عبد الله، قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم)، فأسلم عثمان رضي الله عنه.
لقد حاز عثمان بن عفان رضي الله عنه، مكانة كبيرة في الإسلام، حيث أن رسول الله عليه السلام قد أمّنه على ابنتيه وقد زوجه اياهن، كما أن الملائكة كانت تستحي من عثمان بن عفان، كما أنه من المبشرين في الجنة، وهو من السباقين في الدخول إلى الإسلام، فقد كان رابع من دخل في الإسلام، وهو من الذين شهدوا بيعة الرضوان ومن الذين حازوا على رضا الله ورسوله. وهذا ما يظهر مدى مكانة ورفعة عثمان بن عفان رضي الله عنه.