لماذا يقولون ارحام وهو رحم واحد، هناك العديد من الأعمال الصالحة التي تقرب المؤمن من ربه، هذه الأعمال من المهم ان يعمل بها المؤمن حتى يصل إلى الجنة التي وعد الله بها العباد الصالحين، ولا يمكن أن تكون هذه الجنة للمؤمن وهو عاصي ربه وغاضب لوالديه وعاق لأهله، فالإيمان هو سلسلة مترابطة ببعضها العمل السيء ولو كان فردا يفسد الكثير من الأعمال الأخرى خاصة وأن جميع الأعمال الصالحة هي أعمال تبدأ من منطلق واحد وهو القلب الذي تترافق معه النية.
ارحام وهو رحم واحد
سبب قول ارحام وهو رحم واحد حيث يقولون ارحام أي بمعنى رحم واحد وذلك أن الأرحام يكونوا جميع الأقارب؛ أي أنهم من الأشخاص المعروفين والقريبين من جهة الأم كذلك من جهة الأب، فالآباء ومعهم الأمهات والجدات والأجداد هم أرحام، وكذلك الأولاد وغيره من أولادهم سواء كانوا من الذكور أو كانوا من الإناث أو كانوا من أولاد البنات فجميعهم أرحام، وعلى مثل ذلك فالإخوة وكذلك الأخوات ومن معهم من أولادهم هم أيضا أرحام، والأعمام وكذلك العمات ومن معهم ومن الأخوال وكذلك الخالات ومن معهم من أولادهم أرحام داخلون جميعا بالواجب التي يتحتم على كل مسلم أن يكون رحيما ويعتني بالرحم، بحيث يصل لأرحامه، وأن يعمل على الاحسان لأرحامه ولأقاربه، وأما بالنسبة لأقارب الزوجة فيكونوا أصهار وليسوا أرحام، وهذا ينطبق على أقارب الزوج بما يعود إلى المرأة من أصهار فيكونوا ليسوا أرحام، بل من الأقارب من جهة الأب وكذلك من جهة الأم، وهكذا أقارب للمرأة من جهة أمها وأبيها، حيث يعتبروا من الأرحام.
حكم صلة الأرحام
لقد قرن الله تعالى عبادته بالإحسان والإكرام الذي يكون بين الناس، لذلك فإن صلة الرحم من الأمور المهمة التي يجب أن يعمل بها الإنسان، فهو واجب شرعي وواجب أخلاقي، فقد وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تدل على أهمية صلة الرحمة وعلى أهمية الإحسان وعليه يجب على المؤمن أن يكون قريبا من ربه من خلال التقرب إلى أهله وإلى عائلته بالخير والمعروف والإحسان. حتى يرضى الله عنه.
مخاطر قطع الصلة بين الأقارب
يعتبر قطع الرحم من الأفعال المذمومة التي لا يقبلها لا شرع ولا عرف ولا دين، ومن أجل ذلك على المؤمن أن يكون قريبا من أهله وأن يصلهم حتى يصله الله، كما توجد مخاطر لقطع الرحم من أهمها:
- قاطع الرحم هو ملعون، حيث لعن الله قاطع الرحم بكتابه بثلاثة مواضع، أما عن معنى اللعن هنا: فهو الطرد من رحمة الله.
- قاطع الرحم لا يكون من أهل الجنة ولا يدخل مع أول الداخلين؛ بمعنى أنه لا يدخلها ابتداء، حتى وإن كان من أهل الإيمان، فهو يُعذب عند ربه في النار حتى يشاء الله قبل أن يدخل الجنة في حال كان من أهلها.
- قاطع الرحم مقطوع من رحمة الله فالله يصل من يصله ويطع من يقطع رحمه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”
من المهم أن يكون المؤمن على درجة من التواصل مع ربه، وأن يكون علاقته جيدة معه، وعندما سوف يدرك أن دوام اتصاله مع الله مرتبط بإخلاص النية معه، من خلال العمل بما أمر الله والنهي عما نهى عنه، والتمسك بكل ما هو خير من عبادة ومن صلاة وصيام وقيام وزيارة للأهل والأرحام فجميعها أعمال تقرب المؤمن إلى دخول الجنة التي وعد بها الله عباده الصالحين.