ما حكم التاتو المؤقت ابن باز، يعتبر التاتو المؤقت (الوشم المؤقت) من الأمور المحرمة في الإسلام، لما يُحدثه من تغيير واضح في خلق الله تعالى، فالله عز وجل كرّم الإنسان وخلقه في أحسن صورة، وجعل هيئته خاصةً به دون سائر المخلوقات، ووهبه عقلاً يفكر به تفكيراً سليماً، ليحسن التصرف فيه، فإن فعل نقيض ذلك فأنه يلحق الضرر بنفسه أو يظلمها، وجاءت العديد من النصوص الشرعية التي تنهى عن ما يصيب النفس البشرية بضرر، ويعتبر الوشم من مظاهر الإضرار بما خلقه الله تعالى للإنسان حيث يتم وشم الجسم بالرسومات والتصاميم المختلفة وهذا يغير من الصورة التي أوجد الله عليها الانسان.
حكم التاتو المؤقت ابن باز
يعتبر حكم التاتو المؤقت (الوشم المؤقت) عند ابن باز من الأحكام المحرمة، فالوشم المؤقت يدوم طويلاً لمدة ستة أشهر أو سنة على الجسم عن طريق حقنه تحت الجلد أو إدخال مواد و أصباغ كيماوية إلى الجسم ثم يزول بعد وقت، وهذا ليس فحسب بل تدوم أصباغه وآثاره في جسم الانسان لفترات طويلة، وقد يسبب المشاكل والأضرار لجسم الإنسان، وهذا ما جعله الله محرماً ودليل ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) فاللعنة تكون على ما هو محرم.
ما هي الحكمة من تحريم الوشم
ذهب جمهور من الفقهاء في قول أن الحِكمة من تحريم الوشم هي لأن فيه إخفاء للعيوب وتزييفاً، وذلك للحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (لعن اللهُ الواشماتِ والمُستوشماتِ، والنامصاتِ والمُتنمِّصاتِ، والمُتفلّجاتِ للحُسنِ المُغيِّراتِ خلقَ اللهِ)، بينما ذهب جمهور فقهاء آخر في قول أن الحكمة من تحريم الوشم لما فيه من تعذيبٍ لجسم الإنسان دون حاجة أو ضرورة لذلك، واستدل الفقهاء بقول الله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)، ويستدل من الآية الكريمة، أن المقصود بتغيير خلق الله هو: الواشم، وقال بهذا الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والحسن البصري.
هل الوشم المؤقت يمنع الوضوء
يمنع التاتو المؤقت الوضوء، لأنه يكون تحت الجلد وبالتالي فهو ممنوع ويكون موضع الوشم في هذه الحالة هو مكان نجس أي أنه ليس طاهراً، ويجب ازالته من البدن فوراً والتوبة إلى الله، ولكن إذا تبين أن ازالته تضر بالإنسان فلا حرج في حفظه والتوبة الصادقة من الله، فالتوبة تكفي لإزالة المعصية والله تعالى أعلى وأعلم.
وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ما حكم التاتو المؤقت عند ابن باز، وتعرفنا على الحكمة من تحريم الوشم، بالإضافة أننا تعرفنا على كيف يمنع التاتو المؤقت الوضوء وما هي الحالة التي يسمح بها الوضوء في ظل وجوده.