بحث عن معركة حطين كاملة doc، برز في العصر القديم أهم المعارك والحروب الذي سجلها التاريخ في الكتب والصحف لدى الدولة الإسلامية حيث أن انتصار المسلمين في معظم هذه الحروب هو سبب نشر وتوسيع رقعة السيادة الإسلامية في الوطن العربي والعالم كله، تعتبر معركة حطين واحدة من إحدى المعارك التي كان لها الأثر في التاريخ الإسلامي، حيث أنها تعتبر الفاصل بين الصليبيين والمسلمين وأطلق عليها اسم معركة حطين بسبب حدوثها في قرية حطين في عهد الدولة الأموية عام 1187م.
مقدمة بحث عن معركة حطين كاملة doc
في بداية مضمون بحث عن معركة حطين كاملة doc نقول إنه تم اعتبار معركة حطين من المعارك المهمة التي حدثت عبر التاريخ الإسلامي:
- وتم تسميتها بذلك الاسم حيث أنها حدثت في مكان في قرية حطين، إذ أن هذه القرية تقع على جبل حطين في فلسطين.
- وهي بعيدة عن مدينة طبريا بحوالي تسعة كيلومترات، كما أن هذه القرية لها أهمية استراتيجية كبيرة لها أثر اقتصادي مميز، لأنها تعتبر من الطرق الرئيسية.
- وذلك لأنها تمر من خلالها العديد من القوافل التجارية والجيوش التي تتجه إلى بلاد الشام ومصر والعراق، ولهذا السبب ولتلك الأهمية فإنها كانت مطمعا للأعداء.
الأسباب والدوافع وراء قيام معركة حطين
- يُعتبر السبب الأول والرئيسي وراء وقوع معركة حطين هو قيام الإفرنجي الصليبي (رينو دي شاتيون) والقادم من فرنسا بغزوات قذرة هدفها الاستيلاء والسرقة والنهب، حيث كان شاتيون وقحًا.
- إذ أنه قام بالعديد من الأعمال القذرة ومنها نهب جزيرة قبرص عام 1155 م، وكانت تلك الجزيرة تحت الحكم البيزنطي في ذلك الوقت، وقد قام نور الدين بإطلاق سراحه حتى يقوم باتخاذ حصن الكرك مقرًا له بالأردن.
- ولكنه لم يتوقف عن الأعمال السيئة من النهب والسلب والسرقة التي يقوم بها، وكان ذلك السبب الذي جعل المسلمين يصرون على قتله، والقضاء عليه وعلى مملكته الطاغية الظالمة.
- وكان أيضًا من الأسباب والدوافع التي دفعت صلاح الدين للإصرار على فتح بيت المقدس هو العمل على وقف الزحف الصليبي والعدوان الذي يقومون به في بلاد المسلمين.
- وكذلك ليقوم بتحرير مدينة القدس التي استولى عليها الصليبيون عام 1099م، والقيام بحمايتها والحفاظ على قدسيتها عند المسلمين وحرمتها لديهم وليس المسلمين فحسب ولكن عند النصارى واليهود.
- وأيضًا من الدوافع هو أن بعض الإقطاعيين الصليبيين جعلوا من أنفسهم ملوكًا وأمراءً على المناطق التي دخلوا فيها وقاموا باحتلالها.
- وهذا كان الدافع الذي حرك المسلمين لتحرير تلك البلاد من أيديهم حتى لا يقوموا بالسيطرة عليهم.
ما حدث في معركة حطين
- أقام صلاح الدين في الأقحوانة التي تقع على الطرف الجنوبي من بحيرة طبرية حوالي خمسة أيام، ولكنه بعد تلك المدة غير المقصود إلى الغرب باتجاه قرية الصنوبرية التي تقع عند التلال الموجودة بالمنطقة التي تقرب من بحيرة طبرية.
- وكان هذا التحرك الذي قام به السبب في أنه يجعلهم يتحركون ويقومون بترك وهجر مراكزهم عند صفورية، وتلك كانت خطته التي نجح في تنفيذها دون أن يشتبك معهم، ويجعلهم يزحفون هم إليه.
- وفي ذلك الوقت قام الملك جاي لوزينان بإصدار الأوامر إلى جنوده بالمسير، فقام بأخذ الجيش الصليبي حيث كان عدده حوالي خمسين ألفًا في صباح يوم الجمعة الموافق ـ23 من ربيع الآخر والثاني من يوليو.
- حيث اتجه شرقًا إلى طبرية وكان ريموند الثالث هو متقدمة، وذلك لاجتياز الجيش إمارته.
المشكلات التي واجهت الجيش الصليبي وتأثيرها على القدرات القتالية لديه
نستعرض في سطور بحث عن معركة حطين كاملة doc تلك المشكلات والتي كانت تتمثل في مشكلة الماء التي واجهتهم والفقر فيه، وانخفاض الروح المعنوية لأفراد الجيش الصليبي، وذلك يعد بسبب تفاوت الآراء وانقسامها بين القادة فأصبح داخل الجيش رأيين رأي يؤيد للزحف نحو الأعداء ورأي يعارضه، ومن ضمن المشكلات التي واجهت الجيش الصليبي تعرضهم لحرارة الجو الشديدة في شهر تموز، وكان الطريق طويلًا عليهم حيث كان حوالي ستة عشر ميلًا، كما تعرضوا لهجمات المسلمين الخاطفة، محاولة ريموند للهرب:
- قام الصليبيون باكتشاف أنهم تم محاصرتهم بعيدًا عن الماء في صباح يوم السبت الموافق 24 من ربيع الآخر والثالث من يوليو، فجنون وقاموا بالنزول مهرولين إلى قرون حطين، وقاموا بالاشتباك في معركة كان المنتصر فيها الجيش الإسلامي.
- حيث قامت قوة من الصليب في بداية الاشتباك بالهجوم على المسلمين بقيادة ريموند الثالث، وذلك من أجل الاستيلاء على الممر الذي يؤدي إلى قرية حطين وهذا لامتلائه بالآبار والماء بينابيعها الكثيرة.
- فقامت تلك القوة الصليبية بالانفصال والانعزال عن باقي الجيش الذي كانت تتبعه وبمجرد وصول أفراد تلك القوة إلى الممر للاستيلاء عليه واستعماره عندها وجدوا المسلمين حولهم من كل مكان.
- جميع المحاولات في الدخول لها وشق طريق عبر حشد المسلمين كانت فاشلة وذلك لرميهم بالنبال من قبل الرماة من المسلمين ونتيجة ذلك الاشتباك الذي حدث في ممر حطين مصرع عدد كبير منهم وأسر بعضهم من قِبل المسلمين.
- وفي تلك الأثناء التي كان الجيش فيها مُحاطًا من المسلمين من جميع الاتجاهات، كان قلب الجيش على أتم الاستعداد للقتال وعلى رأسهم الملك.
- ولكن عندما اشتد الصراع والالتحام قام فرسان الداوية والإسبتارية بالهجوم بكل ما يملكون من قوة، فوقع هناك قتلى من بعض المسلمين نتيجة لذلك؛ والبعض الآخر آثروا الانسحاب.
نتيجة حرب معركة حطين
انقلب انتصارهم ذلك وكان انتصارًا جزئيًا لم يقوموا باستثماره، نتيجة لتقصير المشاة في مجاراة الفرسان، وذلك لإرهاقهم؛ وقاموا بالانسحاب إلى تلة أخرى والتي هي إحدى قرون حطين، إليكم أهم نتائج الحرب:
- وقد أصاب الملك الذعر والخوف عندما سمع بذلك، وعمل جاهدًا على محاولة إعادة الثقة للمشاة وإرجاعهم إلى أماكنهم ومواقعهم، ولكن باءت محاولاته تلك بالفشل.
- حاول الملك أن يقوم بنصب خيمة يُعيد فيها روح الجيش وتجمعه من جديد، ولكن كان هذا ما أصاب ريموند الثالث بالذعر والخوف عندما أدرك مدى التدهور الذي وصلت إليه الأوضاع العسكرية وحاول أن ينجو بنفسه بكل ما أُوتى من قوة.
- وحاول جاهدًا أن يتراجع ولكنه فشل، وأخذت الصيحات تتعالى بين الصليبيين هاتفين بأنه “من كان منكم يستطيع الهرب فليهرب؛ لأن المعركة ليست في جانبنا”، ولكن حتى الهرب لم يقدروا عليه.
- نتيجة لغدر أحد القواد المسلمين كانت النتيجة انسحاب ريموند الثالث من ساحة المعركة، حيث قام باتخاذ طريقه إلى صور وأكمله هاربًا منها إلى طرابلس، إذ أنه قام بتنفيذ خطته بقيادة تقي الدين عمر.
إلقاء القبض على صليب الصلبوت
- لم يفقد فرسان الاسبتارية والدواية أملهم في تحقيق الانتصار، حيث أنهم استمروا في القتال؛ فقام صلاح الدين بإصدار أمر لابن أخيه تقي الدين عمر أن يقوم بالهجوم على الصليبيين مع خالته.
- وقام المسلمون بإشعال النيران في الأعشاب الجافة والأشواك، فهجت النار باتجاه الصليبين حيث حملت الرياح لهيبها ودخانها، فعانى الصليبيون من حر وعطش ودخان وسيوف، مما دفعهم إلى هروبهم وفرارهم من ساحة المعركة.
- وكان فرارهم ذلك إلى إحدى قرون حطين، حيث قام تقي الدين عمر بالقبض على صليب الصلبوت، مما زعزع قوتهم إذ أنه كانت أكبر خسارة تعرضوا لها.
- وكان في نية بعض الفرسان الهجوم على الملك، إذ تجمعوا حول خيمته ولكن قد سبقهم صلاح الدين، فقام المسلمون بالصعود إلى تلك التلة التي كانت فيها الخيمة وقاموا بإنهاء المعركة.
- وأسروا الملك وأخيه وكل من كان حوله، و رينولد شاتيون صاحب الكرك، وبعض من الداوية والاسبتارية، وكان هناك عدد كبير من القتلى والأسرى فيهم.
قتل صلاح الدين شاتيون بيده
- نذكر في محتوى بحث عن معركة حطين كاملة doc حادثة قتل صلاح الدين شاتيون حيث تم سحب الأسرى وتحريرهم إلى خيمة صلاح الدين التي كان قد أقامها في ساحة المعركة.
- فقام صلاح الدين باستقبال الملك والأمراء بكل لطف، و باستقبال الملك إلى جانبه؛ وأصاب الملك العطش فسقاه جلابًا مثلجًا.
- وبعد ما أنهى الملك شربه أعطى رينولد شاتيون ما تبقى في الجلاب المثلج، وطبقًا للعادات والتقاليد في الضيافة العربية؛ فإن من يشرب أو يأكل من الأسرى يدل هذا على عدم قتله وإبقائه حيًا.
- لذلك عندما رأى صلاح الدين رينولد شاتيون يشرب بادر قائلًا: “إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني”.
- وكانت كراهية صلاح الدين لرينولد شاتوين لما ارتكب من جرائم كثيرة من سلب ونهب وخيانة وغدر وانتهاك للحرمات المنافية والمضادة للدين، فالتفت إليه صلاح الدين وقام بتذكيره بجميع جرائمه.
- فنهض بعدها وضربه في عنقه بنفسه، فخاف الملك من ذلك الموقف ظنًا منه أن دوره قد أتى بعده، ولكنه طمأنه قائلًا: “إن الملك لا يقتل ملكًا، وإنما هذا فإنه تجاوز الحد، فجرى ما جرى”.
- صلاح الدين كان رحيمًا بهم؛ حيث أنه قام بإصدار أوامره ألا يتم أذية الأمراء، وأيضًا قام بإصدار قرار أن يتم بيع الأسرى الفقراء في سوق الرقيق، وسيق الأسرى إلى دمشق، فقد توفرت كل سبل الراحة وأسبابها للأمراء.
الطريق إلى بيت المقدس
أصبح الموقف من الناحية العسكرية صعب وخطير على مملكة بيت المقدس، وأيضًا بالنسبة لإمارة طرابلس وأنطاكية، وما تبقى له هو أن يفتح حصون الأرض المقدسة بعد أن أنهى على أعدائه وقام بتدميرهم، وبعد ذلك حدث ما يلي:
- الغرب الأوروبي لم يكن مُنتبهًا للخطر قبل عام 583 هجريًا الموافق 1187 ميلاديًا، لذلك فقد كان احتمال أن تأتي حملة صليبية سيستغرق وقتًا كبيرًا، لهذا السبب بادر صلاح الدين وعزم على فتح المدن والحصون الصليبية واحدة تلو الأخرى.
- فقام بفتح تلك الحصون فتوحًا سريعة ومتواصلة وكل تركيزه على الضربات المباشرة التي يوجهها للموانئ المهمة.
- وكان الفتح الذي قام به صلاح الدين ليس حربًا بمعناها المعروف من الناحية العسكرية، ولكنه كان بمثابة نزهة، حيث كانت المقاومة لذلك الفتح ضعيفة؛ مما جعل الانتشار والتقدم للمسلمين في غاية السهولة ولا يحتاج للمحاربة بشكل كبير.
- فقد كانت القلعة سريعة الاستسلام بمجرد ما أن رأوا المسلمين قد وصلوا، حيث كانت قوة الدفاع غير موجودة، حتى وإن أصبحت موجودة فوجودها ضعيف ومقاومتها ضئيلة بشكل كبير.
- ففي ظل ضعف تلك القوة وضعف مقاومتها قام صلاح الدين بالكثير من الافتتاحات حيث فتح قلعة طبرية، وفتح عكا، وقام بفتح مدن الجليل والمدن الساحلية أيضًا.
- وكذلك لم ينته شهر جمادى الآخر إلا وكان صلاح الدين قد سلب من النصارى العديد من المدن فأخذ جنوبي طرابلس ماعدا صور وعسقلان وغزة، بالإضافة لبيت المقدس أيضًا.
- ولكن صلاح الدين تلك المرة لم يكن مُحتاطًا كعادته، فبعد كل تلك الافتتاحيات سمح للصليبيين أن يبقوا فيها بحرية ويخرجون ويدخلون دون أي تقييد، كما ذهب بعض منهم إلى صور.
فتح بيت المقدس
- كان الهدف والمقصد الذي كان صلاح الدين يسعى إليه دائمًا هو فتح بيت المقدس؛ فبعد أن فتح عسقلان والمدن المجاورة جعل ذلك الحلم أمامه من أجل تحقيقه، وذلك لطرد الصليبيين من المنطقة.
- كما قام بمراسلة قائد أسطول جيشه في مصر حسام الدين لؤلؤ بأن يقوم بإخراج الأسطول من مصر حتى يقوم بحماية الشواطئ من الهجوم، ويقطع الطريق على مراكب الصليبيين.
- لكي يبعد احتمالية أي هجوم صليبي بحري على الساحل الشامي وذلك خلال حصار بيت المقدس.
- بفعلته تلك يكون قد أمن الحماية مؤخرة جيشه البري، وقد قفل حلقة الحصار على المدينة المقدسة، وأدرك سكان بيت المقدس في ذلك الوقت أنه تم محاصرتهم محاصرة كاملة.
- وهذا بعد سيطرة صلاح الدين على المدن والمعاقل الداخلية والساحلية؛ فقاموا بإرسال وفد اجتمع به أمام عسقلان، فخيره أن يقوم بتسليم المدينة على اعتبار أن يقوم بتنفيذ الشروط التي استسلمت بها باقي المدن والمعاقل الصليبية.
- والتي كانت أن يقوم بتأمينها على حياتهم وأرواحهم ونسائهم وأموالهم وأولادهم، وعلى أن يتم السماح لمن يريد بالخروج من المدينة دون التعرض لأي أذى، ولكن رفض سكان بيت المقدس ذلك العرض وقاموا برفض تسليم المدينة.
- وفي ذلك الوقت والإصرار سكان بيت المقدس على عدم تسليم المدينة زاد صلاح الدين إصرارًا على عدم التنازل عنها وأصر أن ينالها بالسيف والحرب والقتال.
تابع أحداث قصة بيت المقدس
- تم تكرار العرض على سكان بيت المقدس؛ وذلك حتى يمنح لهم فرصة أخرى لعدم استخدام العنف تقديسًا المدينة وحرمتها بالنسبة للمسلمين، وأيضا في النهاية لم يوافقوا على العرض.
- في ذلك الوقت اتخذ صلاح الدين القرار بأن يقوم باقتحام المدينة دون استئذان، وجمع ستين ألفًا من الفوارس والرجال داخل المدينة، ولكن الصليبين هاجموهم ولم يسمحوا للجيش الأيوبي بالزحف.
- النتيجة كان تقتل أحد الأمراء من الجيش الأيوبي، وجماعة أخرى ممن كانوا مع ذلك الأمير، ووصل صلاح الدين الأيوبي إلى المدينة في 1187م.
- وجمع حشدًا كبيرًا حول أسوار المدينة من الشمال وقام بمحاصرتها، وأيضًا أسوارها الشمالية الغربية، وبدأ في الهجمات التي أصدرها على تلك الأسوار وبدأت المشادات بينهم.
- ولكن تم مواجهته من قِبل الصليبيين حيث كانت الجوانب مشحونة ومليئة بالمقاتلين، وأيضًا كان لأشعة الشمس دور كبير في حجب الرؤية الضرورية للقتال لمدة طويلة حيث استمرت لما بعد الظهر.
- من هنا اضطر لكي يظل حول أطراف المدينة لمدة خمسة أيام باحثًا عن مكان يكون فيه الجيش آمنًا فيه، حتى وجد مكان في الجانب الشمالي نحو العامود وكنيسة صهيون.
- هذا المكان كان مُمهدًا بالنسبة لصلاح الدين إذ أنه كانت أسواره أقل متانة من الباقي، فقام بالتوجه والانتقال إلى تلك الناحية في 20 من شهر رجب، ونصب المجانيق بمجرد حلول الليل.
ما حصل بعد قصة بيت المقدس
بدأت الاشتباكات بين الطرفين، بقذف المجانيق، وقام أهل المقدس والمسلمون بقتال بعضهم البعض، إذ كان كلًا منهما يرى أنه واجبًا ودينًا عليه يتوجب تنفيذه، فلما أحس الصليبيون أن القتال قد اشتد وأنهم مهزومون لا محالة، قرروا عقد اجتماع ليقوموا بالتشاور، وتوصلوا إلى طلب الأمان، واتفقوا على إرسال وفد إلى صلاح الدين لكي يعرض عليه ذلك، على أن يتم وضع شرط أن يقوم باحترام جميع من بداخل المدينة من الصليبيين، وأيضًا أن يقوم بالسماح لمن يريد الخروج منها بالخروج دون التعرض لأي أذى، كانت تلك الشروط هي التي قام صلاح الدين بعرضها عليهم سابقًا ولكنهم لم يقبلوا بها في ذلك الوقت، ولكن صلاح الدين هو الذي لم يقبلها الآن لأنه على وشك أن يفتتح المدينة، وقد أصاب الصليبيين الهلع والفزع مما سوف يحدث لهم وما ينتظرهم، فكان الحل الوحيد أمامهم هو أن يحاولوا إقناع صلاح الدين أن يعفو عنهم ويقبل بشروطها في الخروج، ولكنه لم يترك المدينة إلا وهو مفتتحها فقد أقسم على فعل ذلك.
افتتاح مدينة بيت المقدس
نتكلم في سطور بحث عن معركة حطين كاملة doc عن افتتاح مدينة بيت المقدس حيث أنه بعد أن قام صلاح الدين باستشارة المجلس الحربي للجيش في ذلك الموقف، استقروا على أن يقوموا بالسماح للصليبيين بالخروج من المدينة ومغادرتها مقابل عدد من الدنانير:
- حيث يتم دفع عشرة دنانير مقابل الرجل سواء كان غنيًا أم فقيرًا، وخمسة دنانير مقابل المرأة، ودينارين مقابل الطفل، ومن لم يدفع يتم أسره ولا يخرج من المدينة.
- وكان شرط صلاح الدين أن يتم الدفع خلال أربعون يومًا، ومن لم يدفع ويقوم بتأدية الفدية يصبح من المملوكين، وقبل صلاح الدين بتسديد باليان ثلاثون ألف دينار عن ثمانية عشر ألفًا منهم.
- وفي النهاية دخل المدينة في يوم 27 من شهر رجب الموافق يوم الجمعة الثاني من تشرين الأول، وكان هذا اليوم مُصادفًا في التاريخ الهجري اليوم ذكرى الإسراء والمعراج.
أصداء فتح بيت المقدس التي هزت أوروبا
- بمجرد انتهاء الحرب والقتال والاشتباكات التي حدثت في حطين والتي خسر فيها واستسلم الصليبيون، ذهب الرسل إلى غرب أوروبا مسرعين ليخبروا الملوك والأمراء بما وصلت إليه حالة الصليبيين في الشرق.
- وكانت خسارة الصليبيين في معركة حطين بمثابة الزلزال الذي قام بهز وزلزلة كيان المجتمع الغربي، وقد ظن النصارى في المجتمع الغربي أن تلك الخسارة ما هي إلا حصد لإهماله الاستغاثات المتكررة التي كانت تأتي من بيت المقدس.
- حيث كان هناك من الصليبين من اجتمعوا في (صور) ولم ينقذهم الغرب ويرسلون إليهم الإمدادات، فعندما لم يستجيبوا لهم أدركوا حينها أنهم غير قادرون على حماية (صور) والمناطق التي فقدوها أيضًا.
أهم نتائج معركة حطين
كانت معركة حطين من المعارك التي فصلت وحسمت الأمر، حيث أنها قامت بتغيير خريطة التوزيعات السياسية في المنطقة بأكملها، إذ كان من نتائجها اتجاه السلطان المجاهد إلى فتح مدن الساحل الشامي، إليكم أهم النتائج:
- وتم إسقاط العديد من المدن بالتوالي ماعدا مدينة صور؛ وذلك لأنها كانت ذات منعة وحصانة عالية، وبهذا يكون قد تم حل مشكلة الساحل الشامي الذي تم طرد المسلمين منه منذ أعوام عديدة.
- ومن المدن التي تم إسقاطها مدينة عكا، ومدينة يافا، ومدينة بيروت، ومدينة صيدا، ومدينة جبيل، ومدينة عسقلان وغيرها العديد من المدن التي تم فتحها وتحريرها من أيدي المستعمرين.
- سقطت القلاع الصليبية التي غزت بلاد المسلمين ودمرتها لأعوام طويلة، وحولت حياتهم إلى جحيم وخراب، وقاموا بالسيطرة عليهم، ولكن جاء الجيش الأيوبي بقيادة صلاح الدين الأيوبي ونجح في إسقاط كل ذلك.
- فقد كان من فعاليات الجيش الأيوبي وإنجازاته طبرية، وصفد، هونين، وتبنين، بغراس، وحجر شغلن، دربساك، ثم بعد ذلك فتح بيت المقدس وكان هذا الانتصار الأعظم على مر تاريخ تلك المدن.
- تلك المعركة كانت هي النهاية لوجود الصليبيين، حيث كانت أكبر من كونها كارثة عسكرية حلت بهم وتم القضاء فيها عليهم، فكانت هي النجاح الذي قام به المسلمون في القضاء على الاستعمار.
- تم التعظيم والرفع من شأن وقدر صلاح الدين، إذ أنه أصبح بين صفوف كبار المجاهدين والحكام المسلمين والقادة، وهنا رجعت الثقة للمسلمين وازدادت عزة أنفسهم فقد كانوا على وشك فقد كرامتهم.
- زادت هذه المعركة من البروز الكامل لما يشمل الموقع الجغرافي للشرق الإسلامي، حيث قاموا باستثمار ميزاته، وذلك ليصبح عاملًا أساسيًا من عوامل إبراز القوة الذاتية.
تعتبر معركة حطين من أهم المعارك التي خاضها المسلمين ضد الدولة الأموية في أوائل القرن الحادي عشر سنة 1187 ميلادي وانتهت بانتصار جيش المسلمين وحصلت عدة معاهدات بينهم بعد الحرب، وتعرفنا على أهم الأحداث التي حصلت داخل معركة حطين.